شهدت مناطق شمال غرب سوريا توتراً جديداً بين جهتين من الجهات المسيطرة على مصافي تكرير النفط البدائية “الحرّاقات”، في قرية ترحين بريف حلب الشمالي، فيما تحاول إحدى المجموعات نقل معداتها لمنطقة قريبة من مدينة الراعي بريف الباب، شرقي حلب، الأمر الذي أثار اعتراض السكان.
وذكر مصدر خاص لحلب اليوم، أن الخلافات زادت مؤخرا بين عشيرتي السفارنة والجحيشات حول ملكية وإدارة حراقات البترول، والتي تعود بشكل رئيسي إلى هاتين الجهتين.
ويشغل أغلب مالكي تلك الحراقات من عشيرة السفارنة مواقع قيادية في الفصائل الثورية، وهم تحديدًا تحت حماية فصيل أحرار الشام/ القطاع الشرقي”، وهو ذراع لهيئة تحرير الشام.
من جهة أخرى، تعود ملكية القسم الأكبر من الحراقات إلى عشيرة الجحيشات، وبالتحديد لعائلة الخليفة التي تمتلك أعمالًا تجارية متنوعة تشمل القطن والبترول ومواد البناء والغاز.
وبحسب المصدر فإن واجهة الحماية العسكرية للجحيشات تكون عبر فصيل أحرار الشرقية ولديهم مصالح مشتركة بينهما.
قرار نقل واعتراضات
أفادت مصادر من الجحيشات بأن التوتر بين الطرفين أدى إلى قرار بنقل معداتهم وأعمالهم إلى منطقة ريف الراعي الشرقي، قرب الحدود التركية، في الجزء الشرقي من محافظة حلب
وعند تحديد موقع إنشاء الحراقات الجديد، اعترض أهالي القرى المجاورة على المشروع، وقدّموا اعتراضاتهم لعدة جهات دون جدوى، حتى وصلوا إلى مجلس مدينة الراعي الذي أوضح عدم امتلاكه أي مسؤولية في هذا الجانب.
نتيجة لعدم استجابة الجهات المختصة، قرر أهالي القرى المجاورة إصدار بيانات مصورة باللغتين العربية والتركية يعترضون فيها على إنشاء الحراقات بالقرب من أراضيهم ومنازلهم، مشيرين إلى مخاطر تلوث الهواء والأضرار المحتملة على المحاصيل الزراعية.
وأشارت آخر المعلومات التي وصلت إلينا إلى أن مشروع نقل الحراقات التابعة للجحيشات قد توقف نتيجة اعتراضات أهالي القرى المجاورة للموقع.
يقول المدرس مصطفى حسين من قرية حج كوسا، وهي إحدى القرى المتضررة قرب الراعي، لحلب اليوم، إن فكرة نقل الحراقات لا تزال موجودة ولم يتم إلغاؤها نهائيا، رغم المعارضة الشديدية من الأهالي.
وأضاف أن الجهة التي من المفترض أن تمنع إقامة مثل هذا المشروع الخطر بين الأهالي هي مجلس الراعي بالإضافة إلى مجلس قباسين والفصائل الموجودة في هذا القطاع.
كما أكد حسين أن هناك الكثيرة من الأخطار في حال تم نقل تلك الحراقات، منها الأمراض الجلدية والسرطانية والأمراض الصدرية من تحسس وربو وتشوه جنيني، فضلا عن إلحاق الأضرار بالمزروعات والأشجار والثروة الحيوانية.
وليست هذه الخلافات جديدة، حيث أنها تتجدد بين الطرفين المسيطرين على حراقات ترحين، بين الحين والآخر.
وتحقق تجارة النفط وتكريره في سوريا، أرباحا كبيرة جدا، تصب في صالح مجموعات معينة، تشرف على نقله وتفرض الأسعار العالية التي تناسبها، حيث توجد سلاسل من المجموعات التي تتولى تلك التجارة، بدءا من استخراجه في المنطقة والشرقية وانتهاء بتوزيعه على المحطات في كافة انحاء البلاد.