أوقع نبأ مقتل المحامي مثنى عبد الكريم المحمد، رئيس المجلس المحلي السابق لمدينة سراقب، بريف إدلب الشرقي؛ صدمة في أوساط الأهالي المهجرين، بسبب طريقة ارتكاب الجريمة وأسبابها، فضلا عن شعبيته التي تمتع بها الضحية وسط الأهالي حيث عُرف بنزاهته.
وبعد فقدانه لنحو أسبوع، عُثِرَ على جثته مدفونة في مزرعة على أطراف مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، أمس الجمعة.
وكان ذوو الضحية قد فقدوا الاتصال به منذ 7 أيام، لكنهم لم يعلنوا عن ذلك إلا بعد بحث مستمر عنه ليومين حيث غلب على ظنهم أنه مختطف.
وقال مصدر مطلع على القضية، من أهالي سراقب، لحلب اليوم، إن الحدث كان مفاجئا لأن الرجل لم تكن له عداوات أو مشاكل، كما عرف بنظافة ذات اليد، لكن ذلك على ما يبدو كان السبب وراء المصير الذي لقيه.
وأعلنت الشرطة العسكرية في أعزاز أن أحمد محمد علوش (أبو معروف العراقي) من قرية آفِس المجاورة لسراقب شرقي إدلب، استدرجه وتمكن من خطفه شمال إدلب، ثم قتله وانتحر.
وأوضح غسان كنو، رئيس فرع الشرطة العسكرية في أعزاز، أن القاتل أطلق رصاصة على نفسه من مسدسه أمام باب فرع الشرطة العسكرية بعد القبض عليه.
وقال المصدر لحلب اليوم، إن سبب الجريمة مرتبط بخسارة الأخير لقضية كان المحمد وكيلا لخصمه فيها، واستطاع حسمها لصالح الموكل، مما أجبر علوش على التنازل عن عشرات آلاف الدولارات حاول اغتصابها من قريب له.
وأضاف أن علوش عندما رأى أن القضية التي مرّت عليها فترة طويلة جدا، لا تسير في صالحه، وسط إصرار من المحامي؛ حاول ثنيه عن المرافعة فيها بشتى الطرق، بما في ذلك رشوته بمبلغ كبير، لكنه لم يستجب لذلك مطلقا، مما أثار حقد الجاني الذي أضمر له الشر.
ومثنى المحمد هو عضو الهيئة السياسية لنقابة المحامين التابعة للمعارضة السورية، ورئيس المجلس المحلي سابقا، وزوجته طبيبة، ويعتبر من أعيان المدينة ووجهائها.
ورغم عمله في المحاماة كمهنة ومصدر دخل، لم يفتتح المحمد مكتبا ثابتا له، خلال فترة وجوده في مدينته، بسبب عمله كرئيس مجلس محلي، ونشاطه السياسي في صفوف المعارضة، وبقي الحال كذلك عقب التهجير الذي تعرضت له المنطقة نهاية عام 2019.
واستقر مثنى في مدينة إدلب، حيث سكن مؤخرا بحي الجامعة، ومارس نشاطه في المحاكم التي تسيطر عليها حكومة الإنقاذ، دون افتتاحه لمكتب حيث اكتفى برقم الهاتف كدليل للموكلين للوصول إليه، وهو ما استغله الخاطف لتبرير اتصاله وطلبه من المحامي القدوم إليه.
وبعد مضي فترة على الحكم في القضية المذكورة، لم ينسَ علوش الواقعة، واتصل مؤخرا بالمحمد منتحلا صفة غير صفته، حيث ادعى أن لديه قضية مهمة يريد منه الترافع فيها، وطلب منه المجيء بسيارته إلى مكان ما شمال إدلب.
وعند وصوله إلى أطراف بلدة قاح في ريف إدلب الشمالي، قطع علوش الطريق على الضحية، وأجبره على النزول ليقوم بخطفه وإخفاءه في مكان مجهول، قبل أن يقتله ويدفنه في مزرعة على أطراف أعزاز.
يشار إلى انتشار حوادث الخطف والسرقة، في كل من إدلب وريفي حلب الشمالي والشرقي، فضلا عن جرائم القتل.