زادت أسعار الفروج موخرا، لتصل إلى مستويات كبيرة جعلته خارج متناول شريحة واسعة من السكان، في الشمال الغربي، حيث إن الغالبية الساحقة تعيش تحت خط الفقر.
ومع الارتفاع الأخير، أعلن العديد من السكان، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عزمهم مقاطعة شراء اللحوم البيضاء، مع تراجع كبير في الإقبال عليها، حيث اقتصر استهلاكها على شريحة قليلة من الميسورين.
ووصل سعر الطن (ريش) إلى نحو 2000 دولار أمريكي، بعد استقراره لفترة على سعر 1700 دولار، كما ارتفعت معه أسعار الأسماك، رغم كونها مرتفعة أصلا.
وحول أسباب هذا الغلاء قال أبو أحمد، وهو صاحب محل فروج في مدينة إدلب؛ لحلب اليوم، إنه مرتبط بارتفاع درجات الحرارة، حيث ترتفع تكاليف التبريد، كما تصبح الحيوانات عرضة للوفاة وبالتالي يقل المعروض في السوق، فيما يتهم العديد من السكان التجار المسيطرين على هذا القطاع في المنطقة بالاحتكار والتحكم بالأسعار.
من جانبه قال المدير العام للتجارة والتموين في حكومة الإنقاذ “محمد السليمان”، إن قلة المعروض حدثت بسبب نفوق أعداد كبيرة من الدواجن جراء انتشار مرض “برونشيت”، متعهدا بأن الحكومة تعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لخفض وضبط الأسعار لحين عودتها لطبيعتها.
وكانت أسعار الفروج قد ارتفعت في نيسان الفائت، والذي توافق مع شهر رمضان، حيث بدأ يزداد اعتبارا من 1200 دولار للطن، حتى وصل إلى 2100 دولار، مع فارق بين إدلب وريف حلب الشمالي، مما دفع بحكومة الإنقاذ للسماح باستقدامه عبر معبر الغزاوية ولمدة أسبوع فقط.
وأعلن الكثير من السكان عزمهم مقاطعة الفروج، من أجل تنزيل أسعاره، لكنها لا تزال مرتفعة، فيما يوكد مراسلنا أن هناك حالة من الإقبال البسيط، من قبل شرائح معينة.
ووصلت درجات الحرارة القصوى، اليوم الاثنين، إلى 38 درجة، في شمال غربي البلاد، حيث تتعرض المنطقة لموجة حر من المتوقع ان تنحسر خلال الأيام القليلة القادمة.
ومع ازدياد الحرارة، يتعين على المداجن تشغيل المكيفات الصحراوية، وطلاء الجدران الخارجية بالكلس الأبيض، وضخ المزيد من المياه، وهو ما يزيد في تكلفة الطن.
ويقول العديد من أصحاب المداجن في إدلب، إن ارتفاع الأسعار ليس في صالحهم، حيث ينخفض الطلب وتقل عمليات البيع، فضلا عن الفراخ التي تموت نتيجة الحر.
ولكن حصر الإنتاج والاستهلاك بمناطق نفوذ حكومة الإنقاذ، وفرض رسوم كبيرة على مروره عبر حواجز هيئة تحرير الشام، يتيح لشركتين رئيسيتين بالمنطقة حالة من إمكانية السيطرة على الأسعار، وفقا لأحد المطلعين على واقع المداجن بالمنطقة.
ولم يقتصر ارتفاع الأسعار على الشمال السوري، حيث أدت موجة الحر لنفوق أعداد كبيرة من الصيصان في مناطق سيطرة الأسد، وسط حديث متداولة عن انتشار فيروسات و أمراض، وهو ما نفته مديرية الصحة الحيوانية بدمشق، حيث قالت إن السبب يعود لارتفاع درجات الحرارة.
يشار إلى استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، في الشمال السوري، حيث يصل سعر كيلو لحم الخروف إلى 400 – 420 ليرة تركية، في كل من إدلب وأعزاز وعفرين والباب.