سجلت إيجارات البيوت المعدة للسكن، في الشمال السوري، ارتفاعا كبيرا، خلال الأشهر والأسابيع القليلة الماضية، مما زاد من العبء على الأهالي وخصوصا النازحين.
ويُضطر الكثير من اللاجئين السوريين في كل من تركيا ولبنان إلى العودة لبلدهم، حيث يتوجه معظمهم نحو الشمال الغربي، تحت وطأة تصاعد الحملات ضدهم وتزايد الضغوط عليهم.
كما ترفد عمليات الترحيل المتصاعدة في تركيا الشمال السوري بآلاف الوافدين شهريا، والذين تشير الأرقام الرسمية إلى أنهم تحاوزوا حاجز 700 ألف.
يقول أبو سليم وهو صاحب مكتب عقارات في مدينة إدلب، لحلب اليوم، إن بعض المستأجرين يقومون بحجز البيوت عبر الهاتف، بمجرد وصولهم للحدود مع تركيا، مما أدى لقلة المعروض مع ارتفاع الطلب، وبالتالي زاد السعر بشكل كبير.
وأشار فريق منسقو استجابة سوريا، إلى أن معظم العائدين من دول اللجوء يعانون في تأمين مأوى لهم، ولا تزال غالبيتهم الساحقة بلا بيوت، حيث أن نحو 96 بالمئة منهم بحاجة إلى سكن.
وكان الفريق قد أجرى استبيانًا شمل 17،643 نسمة من الوافدين إلى الشمال السوري منذ مطلع العام الحالي للوقوف على احتياجاتهم، حيث تبين أن مشكلة تأمين سكن هي من أبرز تلك الاحتياجات.
يقول “عبد الإله .ع” إنه عانى بشدة في تأمين مسكن بديل، بعد مطالبة صاحب البيت له بالإخلاء ، حيث طلب مهلة شهر ومددها إلى شهرين ثم ثلاثة، دون أن يستطيع إيجاد مكان ملائم له من حيث الموقع والسعر، في ظل الارتفاع في الأسعار والذي يصفه بأنه غير منطقي.
وعقب استنفاذ كافة الفرص وجد الرجل الخمسيني أخيرا منزلا له في مدينة إدلب، ببدل إيجار يبلغ نحو 120$، حيث يقول إن إيجار مثل هذا البيت كان لا يتعدى 80$ العام الماضي، وقبله كان بنحو 70$، ورغم كون السعر غاليا إلا أنه ليس لديه بديل، حيث تجاوز إيجار بعض المنازل 300$.
بدوره رآى “أبو محمد .د” وهو تاجر عقارات يقطن في مدينة أعزاز شمال حلب، أن الإيجارات ليس بالغالية إطلاقا، إلا أن المشكلة الحقيقية تكمن في انخفاض مستوى دخل الفرد بالمنطقة.
ويلفت إلى أن قدوم الوافدين الجدد رفع أسعار الإيجارات أيضا في أعزاز والباب وعفرين، لكنها ورغم ذلك لا تُقارن بأي مكان آخر في العالم، حيث لا يزال بإمكانك استئجار منزل بوضع مقبول بنحو 200$، وهو مبلغ ليس بالكبير؛ كما يقول.
ولم يزد وفود اللاجئين فقط من مشكلة السكن، حيث تشير تقديرات منسقو الاستجابة، إلى الحاجة لزيادة عدد النقاط الطبية وساعات عمل محطات المياه والكميات الإنتاجية للأفران وإيجاد فرص عمل للوافدين وترميم المدارس.
وبينما تستمر حملات ترحيل اللاجئين في تركيا، تسعى الحكومة في لبنان لعقد اتفاق مع سلطة الأسد على إعادة نحو مليوني لاجئ يتخوف معظمهم من العودة، ويرغبون بالتوجه نحو الشمال السوري، بعيدا عن سيطرة الأسد.
وفيما يوجد نحو أربعة ملايين نسمة في الشمال السوري؛ نسبة كبيرة منهم من المهجرين ممن تركوا أراضيهم ومحلاتهم ومصادر دخلهم، فإن معدلات الفقر تزداد يوما بعد يوم وفقا لما تؤكده عدة تقارير، وتمثل قضية البطالة أحد أبرز القضايا الملحة التي تحتاج إلى حلول جذرية.
ووصلت معدلات البطالة بين السكان المدنيين إلى 88.74 % بشكل وسطي ( مع اعتبار أن عمال المياومة ضمن الفئات المذكورة)، وهي في أوساط النازحين أعلى منها في أوساط السكان المحليين، بحسب منسقي الاستجابة.