خاص – حلب اليوم
تستمر مأساة النازحين السوريين ومعاناتهم في مخيمات شمال غربي سوريا، في ظل التراجع الملحوظ للمساعدات الإنسانية، وتوقف المنظمات عن دعم خدمات المياه والرعاية الصحية وخاصة مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى حد بعيد.
وتعد مشاريع توزيع الخبز وتوريد مياه الشرب من أهم مشاريع الأمن الغذائي التي تنفذها المنظمات الإنسانية في مخيمات الشمال السوري، لا سيما بعد تضرر البنى التحتية من طرق وشبكات مياه، وصعوبة توريدها إلى المخيمات.
وتعاني مناطق الشمال السوري من حالة اقتصادية متدهورة، وضعف البنى التحتية، واعتماد القاطنين على المساعدات الإنسانية في تأمين لقمة العيش، لا سيما الأسر التي فقدت معيلها، أو التي تعيش من دخل ضئيل مع تدني أجور العاملين في المنطقة، وارتفاع نسبة البطالة فيها.
وقال “محمد صبحي” وهو نازح في أحد مخيمات ريف حلب لـ”حلب اليوم”: إن الخبز والماء من الاحتياجات الأساسية للأهالي، ونظرا لارتفاع درجة حرارة الصيف، يضطر النازحون لشراء المياه من أصحاب الصهاريج الجوالة على نفقتهم الخاصة، بالرغم من جهلهم بمصدرها وصحتها، معربا عن أمله في أن تنظر إليهم المنظمات الإنسانية بعين الرأفة.
واشتكى “صبحي” من خيمته القماشية المهترئة التي تتحول إلى ما يشبه الفرن في أوقات الظهيرة، موضحًا أن الجلوس تحت الشمس في العراء أرحم من الجلوس داخلها، وهو ما دفعه منذ أيام إلى ترطيبها من المياه المخصصة للشرب.
وأشار إلى الحاجة الملحة للمساعدات الغذائية بما فيها مادة الخبز، وأنه في كثير من الأحيان ينتظر سلة المساعدات الغذائية التي قلّ مجيئها، من أجل أن يطعم أطفاله، أو يبيع موادها لشراء الخبز.
بدوره، قال مدير مكتب منظمة مطر “محمد حلاق”: إنه لا يخفى على أي جهة الحالة المزرية التي يعيشها أهلنا في شمال غرب سوري عموماً، وقاطني المخيمات خصوصاً، بسبب انعدام شبه كامل للأمن الغذائي فيها، وهو نتيجة حتمية سببها الرئيس عدم وجود حلول ذات طابع مستدام تنهي هذه المأساة، ناهيك عن نقص التمويل الحاد الذي تشهده المنطقة، مما انعكس إلى حد بعيد جداً على عمل المنظمات، وجعل تدخلها شبه معدوم بأدنى المتطلبات من الخبز والماء والصحة والتعليم.
وأكمل “الحلاق”: إن تحسين الظروف في المخيمات يتطلب تضافر الجهود من قبل المجتمع الدولي والجهات المانحة والمنظمات الإنسانية لضمان توفير أبسط الاحتياجات الأساسية للسكان، مما يترتب عليها من زيادة التمويل والدعم، وتحسين البنية التحتية من خلال مشاريع ذات طابع مستدام، وكذلك توفير خدمات الدعم النفسي، والتوعية والتعليم لهم، والسعي نحو استقرار غذائي ينعكس بطريقة إيجابية عليها.
يذكر أن مناطق شمال غربي سوريا تشهد زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية، ووفق بيانات الأمم المتحدة، ارتفع عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في سوريا إلى أكثر من 4.6 ملايين نسمة، 85% منهم من القاطنين في المخيمات، إضافة إلى الارتفاع المستمر في أسعار المواد والسلع الأساسية في المنطقة، فضلاً عن تزايد معدلات البطالة بين المدنيين بنسبة وصلت إلى 88%.