لا يكاد يخلو يوم واحد من وقوع حوادث السير، في المساحة الجغرافية الصغيرة أقصى شمال غربي البلاد، مما جعلها ظاهرة لافتة، تحمل الدفاع المدني السوري على تنبيه السكان بشكل مستمر.
ومع كثرة السيارات الحديثة والقديمة من مختلف الأشكال، ومع كثرة الدراجات النارية، وضعف شبكة الطرق، تحول وقوع الحوادث يوميا إلى معضلة متكررة دون وجود حلول.
وحول أسباب ارتفاع نسبة وقوع حوادث السير في المنطقة، قال محمد الرجب، مدير المديرية الثانية في الدفاع المدني السوري، لحلب اليوم، إن هناك عدة أسباب للحوادث في شمال غربي سوريا أهمها السرعة الزائدة وعدم التقيد بقواعد السير وإجراءات السلامة وقوانين المرور.
وأعلنت الخوذ البيضاء، اليوم الاثنين، إصابة 4 أشخاص بينهم طفلة، جراء وقوع 6 حوادث سير، أمس، في شمال غرب سوريا، وكانت الحوادث بانحراف سيارة على طريق أريحا – نحليا، وسيارة أخرى على طريق كفريحمول، وانحراف جرار زراعي عن مساره على طريق قرية فليون ما أدى لإصابة السائق بجروح طفيفة، وحادثٌ بدراجة نارية في قرية سرجبلة بريف إدلب الشمالي أدى لإصابة الطفلة بجروح وأمها بحالة إغماء من الخوف، وانزلاق سيارة على طريق الملحق الشرقي لمدينة عفرين دون إصابات، وانحراف سيارة عن مسارها في مدينة جرابلس ما أدى لإصابة سائقها بجروح.
وتعمل فرق الدفاع المدني على إسعاف المصابين إلى المشافي لتلقي العلاج، مع تقديم المساعدة اللازمة، حيث تستنفر متطوعيها على مدار الساعة في كافة مناطق الشمال الغربي.
لماذا ترتفع نسب الحوادث؟
يلفت الرجب إلى وجود أسباب تتعلق بالبنية التحتية الضعيفة في المنطقة، من ناحية الطرق والازدحام، وأخرى تتعلق بسوء القيادة واستخدام المركبات.
وقال إن زيادة السرعة والسماح للأطفال بقيادة المركبات والآليات، وإهمال قوانين المرور، سبب رئيسي، فضلا عن عدم التأكد من سلامة عمل المكابح وسلامة المصابيح خلال القيادة ليلاً.
ويضاف إلى ما سبق رداءة الطرق وعدم ملائمة البنية التحتية وتناسبها مع عدد السيارات الموجودة، و الكثافة السكانية في المنطقة بسبب التهجير القسري الذي تعرض له المدنيون من قبل قوات الأسد، و روسيا وتجمعهم في منطقة جغرافية ضيقة نسبياً مع أعدادهم.
ورغم فرض حكومتي الإنقاذ والسورية المؤقتة في إدلب وريف حلب، استخراج شهادات قيادة، إلا أن ذلك لم يسهم في انخفاض الحوادث، فيما يعمل الدفاع المدني السوري على تحديث حالة الطرق، وإعادة تأهيلها قدر المستطاع، كما يجري حاليا في طريق القندرية – عين البيضا بريف جرابلس شرقي حلب.
هل يزيد تكرار الحوادث في ريف إدلب عن منطقة ريف حلب الشمالي؟
يلا حظ المتابع وجود نسبة كبيرة من الحوادث في ريف إدلب، لكن ذلك لا يكفي للحكم مع غياب الإحصاءات الدقيقة، حيث يؤكد الرجوب أنه لا يمكن مقارنة أي منطقة جغرافية بأي منطقة أخرى بما يتعلق بالحوادث.
ولفت إلى أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار العوامل المؤثرة من عدد سكان وبنية تحتية، كما أنه و”بطبيعة الحال فإن مسألة حوادث السير هي مسألة نسبية لا يمكن الاعتماد على مقياس محدد لها”.
وأضاف أن ربط تلك الحوادث بالواقع الجغرافي لا يمكن أن يكون بشكل مطلق دون الأخذ بالاعتبار الكثافة السكانية وطبيعة البنية التحتية وطبيعة الظروف الجوية.
وتعج المنطقة بالمخيمات وتنتشر فيها الطرق الضيقة والقديمة والمتهالكة، مع انتشار غير مضبوط للدراجات النارية، والتي قد يقودها فتيان بل ربما أطفال، وهو الحال نفسه على امتداد الشمال الغربي.
ما هي الإجراءات التي يقوم بها الدفاع المدني لمواجهة هذه الظاهرة؟
تبذل فرق الخوذ البيضاء جهودا متميزة في شتى المجالات؛ مما جعلها تلقى ترحيبا من الأهالي، فمن إنقاذ الغرقى في المسطحات المائية، إلى إسعاف جرحى القصف، وإخماد الحرائق، وإعادة تأهيل الطرق والمدارس، وحتى إجلاء جرحى حوادث السير، تعمل على إنقاذ الأرواح قدر المستطاع.
وأوضح الرجب أن فرق الدفاع تعمل خلال برامج الصمود المجتمعي بشكل دائم، ومهمتها إصلاح الطرق وإغلاق الحفر فيها، وترميم الدورات والمنصفات، وتجهيز الطرق في المناطق والمخيمات في محاولة للتخفيف من الحوادث.
كما تعمل فرق التوعية بشكل دائم على نشر رسائل التوعية بين المدنيين حول السلامة المرورية، بالإضافة إلى تركيب الشاخصات المرورية في العديد من الطرق بمناطق شمال غربي سوريا، وعند مفارق الطرق والمنعطفات الخطرة للتقليل من الحوادث وأضرارها.
ويدعو الدفاع المدني السوري إلى الالتزام بإجراءات السلامة المرورية وقوانين المرور، وتفعيل قوانين ضابطة للسير، وإصلاح البنية التحتية المدمرة بمناطق شمال غربي سوريا كلها، على اعتبارها عوامل مهمة ومتكاملة للحد من حوادث السير.