تعيش مدينة بنش في ريف إدلب الشرقي حالة من الاستقرار والهدوء، عقب أيام من الاحتجاجات والمواجهة بين الأهالي وهيئة تحرير الشام، حيث تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
وتمّ مؤخرا إطلاق سراح بعض المعتقلين ممن كانوا في سجون الهيئة، فيما يطالب الأهالي بتحرير الباقين، وتنفيذ البنود الأخرى.
وكانت المدينة قد شهدت حادثة دهس متعمدة أثناء وقفة احتجاجية نسائية، قام بها عنصر من هيئة تحرير الشام، مما أثار غضباً واسعاً في أوساط الأهالي، وزاد من حدة المطالبات بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
وخلال وقفة احتجاجية نظمتها النساء للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، قام بلال حاج هاشم، المعروف ببلال أبو تيسير، بدهس فتاة متظاهرة بسيارته، ونقل مراسل حلب اليوم عن شهود عيان أن بلال صدم الفتاة عمدًا، مما أسقطها أرضًا، ثم أكمل سيره دون توقف، وداس على قدمها بعجلة السيارة قبل أن يلوذ بالفرار، وهو مسؤول ورشة الدراجات النارية في “لواء طلحة”، وحالياً يعمل في مكتب الذاتية والأصول في الكتيبة الثانية في اللواء.
ويشمل اتفاق التهدئة الإفراج عن المعتقلين الذين تم احتجازهم خلال الفترة الماضية، ويبلغ عددهم (21) شخصاً، مع انسحاب عناصر هيئة تحرير الشام من المدينة وإعادة توزيع الحواجز خارج الأحياء السكنية.
وأكد مراسل حلب اليوم، أن الهيئة نفّذت بند الانسحاب، كما أفرجت عن 5 معتقلين فقط، أما عن مصير بالباقين فقد وعدت بإطلاق سراحهم تنفيذا للاتفاق، مع التعهد بعدم المساس بالمتظاهرين.
وكان الطرفان قد شكّلا لجنة متابعة مشتركة تضم ممثلين عن الهيئة (عبد الرزاق الحاج، أحمد السمان، أبو بكر الهادي) ووجهاء المدينة (الشيخ أبو صالح أحمد، محمد الحسن، عبد الفتاح العمر، خالد المرعي، محمد الزايد) لمتابعة تنفيذ الاتفاق وحل أي خلافات مستقبلية، كما وقع على الاتفاق عدد من الوجهاء المحليين.
وقد ازداد السخط الشعبي تجاه هيئة تحرير الشام بسبب استمرارها في استخدام العنف ضد المدنيين والمحتجين، ويبقى الوضع في المدينة مرشحاً لمزيد من التوترات ما لم تتم الاستجابة لمطالب الأهالي.
وكانت المظاهرات قد عمت المنطقة يوم أمس الأول الجمعة، حيث خرج المحتجون في 15 نقطة، تحت شعار “لبيك يا أختاه”، في تضامن مع الفتاة التي تعرضت للدهس.
وشملت التظاهرات كلا من مدينة إدلب و سلقين و أرمناز و كللي و كفر تخاريم و مخيمات كفرومة، و مخيمات أطمة الغربية، و مخيمات كفرلوسين، و قورقنيا، في الريف الشمالي لإدلب، إضافة لأريحا في ريفها الجنوبي.
وفي ريف حلب الغربي خرجت أيضا احتجاجات يوم الجمعة، في كل من دارة عزة، والأتارب، و باتبو، و أبين سمعان.
يذكر أن الهيئة تقوم في كل جمعة بنشر عناصرها وأمنييها مع أسلحة ومصفحات، في كافة القرى والمدن التي تشهد حراكا، فضلا عن نشر الحواجز على الطرق لمنع تجمع المتظاهرين.