ياسر العلاوي
أعلنت اللجنة القضائية العليا للانتخابات في سوريا قوائم الفائزين بانتخابات مجلس الشعب في مناطق سلطة الأسد، بعد عدة مخالفات شهدتها عملية التصويت والفرز وحتى إعلان النتائج.
ومددت اللجنة الانتخابات ليوم إضافي لتمتد على يومين متتاليين 15 – 16 تموز الحالي، بسبب مخالفات ظهرت أثناء الاقتراع في مراكز انتخابية عدة في اللاذقية ودرعا وحماة، وفق ما أعلن رئيس اللجنة جهاد مراد.
وعلى خلاف الانتخابات السابقة فإن إعلان النتائج جاء بعد يومين كاملين، شهدا تسريبات عن أسماء الفائزين، ما أدى لكثير من التوتر في معظم مناطق سيطرة الأسد، حيث شهدت محافظة ديرالزور هجوماً مسلحاً قاده مرشح على مبنى المحافظة لتحدث مواجهات بين المرشحين كادت أن تتحول لاشتباكات بالأسلحة الخفيفة.
لم تقف المخالفات على ما جرى أثناء الانتخاب، بل تعدت ذلك لتصل إلى الفائزين أنفسهم، فكثير منهم كان منتمياً للميليشيات الموالية لإيران والتي قاتلت وقتلت كثيراً من السوريين، كالدفاع الوطني وميليشيات أخرى يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني.
المحامي عبد الناصر حوشان قال لموقع حلب اليوم “أصبح ما يسمى مجلس الشعب شركة مساهمة للذين ساهموا بشكل كبير في بقاء النظام عن طريق عمليات قمع ومواجهة المطالبين بالحرية من الاستبداد”.
وصنف حوشان الفائزين بالانتخابات وفق مجال عمل كل فئة وأكد أن “الشركاء ينقسمون إلى خمس فئات وهم:
– قادة ميليشيات الشبيحة على مختلف تسمياتها، دفاع وطني – دفاع محلي- قوات رديفة.
– تجار وأصحاب رؤوس الأموال المشبوهة والتي كانت تقدم الدعم المالي للميليشيات الطائفية وميليشيات القوات الرديفة.
– فئة التيار المحسوب على إيران وهو الضامن للمصالح الإيرانية.
– فئة محسوبة على روسيا.
– الإعلاميين ومروجي سياسة النظام والمدافعين عن جرائمه”.
الفائز بالاستئناس الحزبي في ديرالزور فراس الجهام المعروف بـ “فراس العراقية” كان قائداً لميليشيا الدفاع الوطني بدير الزور الموالية لبشار الأسد والمدعومة من إيران بشكل مباشر، ارتكبت انتهاكات بحق أبناء ديرالزور من قتل واعتقال وتعذيب وسلب ونهب.
وأيضاً الفائز المستقل عن الفئة (ب) مدلول العزيز كان منتمياً لجبهة النصرة ثم انتمى لتنظيم الدولة وبعد أن سيطرت إيران وسلطة الأسد على أجزاء من ديرالزور، استفاد من قرب نواف الراغب البشير من سلطة الأسد ليعود ويبني علاقات جيدة مع الميليشيات الإيرانية ويحصل على مقعد في مجلس الشعب التابع لسلطة الأسد عن دورة 2020 – 2024 وأيضاً نجح بالحصول على مقعد في الدورة الحالية 2024 – 2028.
الصحفي السوري فراس العلاوي قال لموقع حلب اليوم “إن نظام الأسد يحاول الاستفادة من كل الأحداث داخلياً وخارجياً، وبما يتعلق بالفائزين بانتخابات مجلس الشعب، فإن النظام أخذ بعين الاعتبار السيطرة الإيرانية شبه المطلقة على ديرالزور غرب الفرات، ولهذا نرى الشخصيات الفائزة بالانتخابات كلها موالية لإيران، ومنهم من ينمتي لميليشيات إيرانية بشكل مباشر أو مدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني”.
وفي حماة أكد المحامي عبدالناصر حوشان لحلب اليوم أن هناك سبعة من الأعضاء الجدد في مجلس الشعب التابع لسلطة الأسد عن محافظة حماة ينتمون لميليشيات مدعومة من إيران، وبين حوشان أن “ماهر محفوض قاورما كان قائداً لميليشيا الدفاع الوطني في مدينة محردة، وأيضاً مصطفى سكري المصطفى أمين فرع حزب البعث ومسؤول كتائب البعث في حماة ويمول مجموعات عسكرية في قريته معرشحور وما يجاورها ، أما عصام النبهان فقد كان ينتمي للواء البعث الموالي للأسد، وأيمن ملندي كان قائداً في كتائب البعث، وعلي العموري كان قائد مجموعة للدفاع الوطني بريف حماة، وكذلك غزوان السلموني قائد مجموعة آل سلامة في مدينة سلمية وهي مجموعة عسكرية موالية لنظام الأسد”.
أما في حمص قال مصدر محلي -رفض الكشف عن اسمه- لحلب اليوم، إن ما حدث في انتخابات مجلس الشعب هو أمر طائفي، حيث أن المستقلون الفائزون بالانتخابات كلهم ينتمون للطائفة العلوية ولم ينجح أي مرشح مستقل من أبناء العشائر، وهذا يعتبر إسقاط للعشائر في حمص حيث تشكل النسبة الأكبر من أبناء المحافظة والتي تقارب من 65% من عموم سكان المحافظة وفق ما أكده رئيس المجلس الأعلى للعشائر السورية الشيخ مضر حمّاد الأسعد.
وأضاف المصدر “أن الفائزين لهم تاريخ بالعمل مع الميليشيات التابعة للنظام، ولهم دور كبير في قمع المظاهرات السلمية وأيضاً في تشكيل ميليشيات طائفية ارتكبت الكثير من الانتهاكات بحق بناء حمص الذين ثاروا على نظام الأسد”.
وزود المصدر موقع حلب اليوم بمعلومات حول الشخصيات الفائزة التي عملت على قمع السوريين في حمص وهم:
“أحمد كاسر العلي ينتمي لعائلة تعتبر من أوائل العائلات التي شكلت ميليشيات طائفية في حمص تحت مسمى اللجان الشعبية.
ناصر يوسف الناصر ينتمون لميليشيات اللجان الشعبية التي واجهت المتظاهرين بداية بالعصي والأسلحة البيضاء، ثم تحولت لميليشيا رديفة لقوات النظام في حمص.
وائل ملحم عضو في مجلس الشعب لأكثر من دورة، ويُتّهم بتنفيذ عملية اغتيال (غازي كنعان) حيث كان مرافقه الشخصي عند مقتله، وهناك حديث حول مكافأة النظام له على إنجاز المهمة بإعطائه مقعد دائم في مجلس الشعب منذ ذلك الحين.
حازم طلال الناصر مرشح عن حزب البعث، والده المتوفى (اللواء طلال شلاش الناصر) كان رئيس ما تسمى بلجنة المصالحة في حمص، وله دور كبير في تسليم نشطاء وثوار قبل وبعد إجراء المصالحات”.
أما في حلب فإن كعكة الانتخابات تنقسم بين الموالين لسلطة السد وفق معايير أهمها الانتماء لميليشيات أو جماعات اللجان الشعبية، وأيضاً التجار الذين مولوا عمليات سلطة الأسد العسكرية منذ بداية الثورة السورية حتى الآن، وأيضاً دعموا بشكل أو بآخر اقتصاد الأسد ليبقى على كرسيه.
الصحفي السوري عقيل حسين قال لموقع حلب اليوم “إن الفائزين بالانتخابات بشكل عام هم من وقف إلى جانب الأسد عسكريا واقتصادياً واجتماعياً وفي كافة المجالات”
وسرد حسين لحلب اليوم معلومات عن الفائزين وانتماءاتهم العسكرية والوظيفية منذ انطلاق الثورة، في محاولة للوصول إلى حقيقة الفائزين وكيفية فوزهم، وجاءت وفق حسين كالتالي:
“محمد الأسعد: كان موظفاً في مؤسسة التموين، ويعرف عنه الفساد عندما كان يشغل منصبه الوظيفي بالمؤسسة؟
قيس محمد المحمد: من قرية المريج تابعة كفر عبيد منطقة بلاس ريف حلب الجنوبي اخوه عميد بالأمن السياسي في محافظة الرقة ولهم بصمة في عمليات التشبيح ضد الثوار.
مصطفى مصطفى المرعي: مقرب من لواء الباقر المدعوم من قبل الحرس الثوري الإيراني والذي ينتشر في عدة محافظات أهمها حلب ودير الزور.
حسين علي الحمادين: منذ بداية الثورة شارك في تشكيل اللجان الشعبية التي ساهمت بقمع المظاهرات السلمية في حلب.
صلاح ياسين العلي: كان يشغل منصب مدير مؤسسة العمران في حلب ويشاع عنه أنه بحر من الفساد، ومشارك في اللجان الشعبية بحلب.
فارس جنيدان: في بداية الثورة عمد إلى رشق سيارة بالرصاص واتهم الثوار بذلك، لحصل على مكانة مقربة من الأفرع الأمنية، وكان يعرف عنه تشبيحه لصالح الأسد.
محمد صبحي أحمد شيخ الضيعة: كان قائد مجموعة مسلحة تعمل ضمن القوات الرديفة لقوات الأسد.
محمد ذياب الماشي: والده العضو الدائم في مجلس الشعب عن مدينة منبج قبل وفاته، كان محمد يتزعم مجموعات اللجان الشعبية في منبج.
عبد الرزاق بركات: كان يشغل قائد شرطة حمص سابقاً يعرف عنه الفساد في منصبه.
ياسر علي كعدة: من التجار الذين دعموا بشكل كبير مجموعات الشبيحة التي واجهت المتظاهرين السلميين في حلب.
عبد الحكيم محمد ناجي وردة: لواء سابق في الشرطة ويعرف عنه الفساد في منصبه.
مجيب الرحمن موسى الدندن: محامي من قرية صندلية أسس مجموعة فوج رعد المهدي حرس ثوري عملت في حلب.
رسلان محمد علي الرسلان: من منبج كان منتمي للواء جند الحرمين في الجيش السوري الحر، ثم عاد إلى النظام وأسس مجموعة انتمت للدفاع الوطني في منبج.
محمد نزار عبد الفتاح دروش ميدو: ينتمي لعائلة عُرفت بموالاتها لنظام الأسد ومشاركتها في قمع المظاهرات ضمن اللجان الشعبية.
جمال صالح نسلة: ينتمي للطائفة العلوية وينحدر من لواء إسكندرون شغل منصب مدير المدينة الجامعية في حلب وأسس مجموعة لجنة الدفاع عن لواء إسكندرون، وكانت مجموعته قد عملت في قمع المظاهرات، وأيضاً شارك في تأسيس المجموعات التي قمعت طلاب جامعة حلب خاصة انه كان عضو فرع جامعة حلب لحزب البعث.
عبد المنعم خليل الصوا: شغل منصب أمين فرع اتحاد شبيبة الثورة بحلب وشارك في تأسيس اللجان الشعبية فيها.
فيصل عبد القادر عزوز: رئيس اتحاد العمال سابقاً وينتمي لعائلة موالية لنظام الأسد ويحتفظون برئاسة بنقابة المعلمين منذ أيام حكم حافظ الأسد ويعرف عنهم عملهم كشبيحة منذ بداية الثورة.
حسين أحمد خربوطلي: شغل مناصب في غرفة التجارة بحلب ومن المعروف عنه مشاركته في تأسيس ومتابعة عمل اللجان الشعبية في حلب.
وفي حين لم يتسنى الحصول على المزيد من المعلومات حول خلفيات الفائزين الآخرين، فإن نسبة ليست قليلة من هم كانوا ينتمون فيما سبق لميليشيات مدعومة من إيران، وأيضاً بدأوا العمل في اللجان الشعبية التي كانت ذراعاً امنياً غير رسمي يضرب به الأسد المتظاهرين السلميين المطالبين برحيله، ما لبث هؤلاء المنتمين للجان الشعبية أن تحولوا للعمل المسلح في ميليشيات معظمها تدين بالولاء لإيران.