انتهت دورة مجلس الشعب أو كما يسميه السوريون المعارضون لحكم بشار الأسد “مجلس الدمى” أو “مجلس التصفيق” منتصف تموز الحالي، وحددت سلطة الأسد 15 تموز الحالي موعداً للانتخابات التشريعية، التي جرت في مناطق سيطرة الأسد فقط دون شمالي سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة أو شمال شرقي سوريا الخاضع لقوات سوريا الديمقراطية، لكن اللجنة القضائية للانتخابات مددت التصويت يوماً آخر لتنتهي في 16 تموز بسبب تقارير من اللجان الفرعية في اللاذقية ودرعا وحماة تفيد ببطلان الانتخابات في بعض المراكز الانتخابية.
في ديرالزور أعادت اللجنة القضائية العُليا للانتخابات عملية فرز الأصوات، بسبب شكاوى تقدم بها مرشحون لم يتحصلوا على مقعد في المجلس، متهمين اللجنة بتزوير النتائج.
المرشح مهنا الفياض الذي سقط في هذه الانتخابات، هاجم مبنى المحافظة بقوة مسلحة تابعة له واعتدى على أعضاء اللجنة فيه، كما اعتدى على قائد الدفاع الوطني في ديرالزور “فراس الجهام” المعروف بـ “فراس العراقية”، الذي حضر كوسيط بين اللجنة والفياض، الجهام الذي أمّن مقعده في البرلمان عن طريق ترشحه في قائمة حزب البعث بعد عملية سُميت بالاستئناس الحزبي وهي عملية انتخاب داخلية لتحديد المرشحين الممثلين عن حزب البعث.
الصحفي فواز العطية قال لموقع حلب اليوم “إن ملاسنة حدثت بين مهنا الفياض وخليفة حمد محمد المرسومي، كادت أن تتحول إلى اشتباك مسلح، لكن الأمر انقضى بعد التواصل المكثف وإعطاء وعود بإعادة فرز الأصوات”.
وأضاف العطية “إن عمليات شراء الأصوات كانت علنية في ديرالزور، بالإضافة إلى الدعم الإيراني الكبير لبعض الشخصيات، وهم بالفعل نجحوا في الوصول إلى مجلس الشعب التابع للنظام، ونؤكد على أنه تابع وليس سلطة تشريعية مستقلة”.
فيما قال الصحفي إبراهيم الحسين لموقع حلب اليوم “جميع المرشحين الفائزين بمقاعد في مجلس الشعب عن ديرالزور مدعومون من إيران بشكل مباشر، ولهم ارتباطات بالحرس الثوري الإيراني، ولهم أعمال عسكرية سابقة كقيادة ميليشيات أو توفير الدعم لها”.
وأضاف الحسين “أن المرشحين المقربين من روسيا فشلوا في الوصول إلى المجلس، يبدو أن إيران لديها اهتمام أكبر من روسيا في هذا المجال”.
اليوم وبعد إعادة فرز الأصوات أكدت اللجنة القضائية للانتخابات صحة النتائج الأولى التي فاز بها المرسومي على حساب الفياض، الامر الذي رفع مستوى التوتر مرة أخرى في المناطق التي تسيطر عليها سلطة الأسد بمحافظة ديرالزور.
الصحفي السوري فواز العطية أكد لحلب اليوم أن “الانتخابات في سوريا عموماً ودير الزور خصوصاً شكلية، وأعداد الأصوات المقدرة في دير الزور وصل إلى 200 ألف صوت، وفي الحقيقة لا يوجد هذا العدد في المحافظة حالياً”.
كما أكدت مصادر من ديرالزور لموقع حلب اليوم، أن الاحتقان الحاصل سببه تأكيدات إيرانية للمرشحين في ديرالزور بنجاحهم في الانتخابات، إلا أن هذا النجاح مرهون بمدى قرب المرشح من الحرس الثوري وميليشياته، ويتأثر بشكل مباشر “بما يقدمه كل مرشح من خدمات للإيرانيين، خاصة الموافقة على تمرير قوانين تصب في مصلحة الوجود الإيراني بسوريا في مجلس الشعب”.
وكانت النتائج الرسمية لانتخابات مجلس الشعب في مناطق سيطرة سلطة الأسد هذه المرة، قد تأخرت ثلاثة أيام، دون تبرير اللجنة القضائية المسؤولة عن تسييرها، حيث اكتفت اللجنة وعلى لسان رئيسها جهاد مراد بإقرار أن هناك مشكلات وقد “حُلت بطريقة مناسبة” دون إيضاح هذه الطريقة.