هددت سلطة الأسد مجددا بشن عمل عسكري على بلدة كناكر في ريف دمشق الغربي، مطالبة بتوقيع آلاف المطلوبين على المصالحة معها، عقب رفض جماعي من قبل أبناء البلدة.
وأفاد مصدر خاص من البلدة لقناة حلب اليوم، بأن اتفاق التسوية الذي تم التوصل إليه مطلع الشهر الجاري، انهار اليوم السبت، بسبب رفض المطلوبين في بلدة كناكر الذهاب إلى مركز التسوية.
وضغطت سلطة الأسد على المتخلفين عن قوات الأسد، والمنشقين عنها، والمطلوبين للأفرع الأمنية، عبر التهديد بقصف البلدة وقتل المدنيين من الأطفال والنساء، مما اضطر الوجهاء للتدخل وعقد اجتماع يومي الثاني والثالث من الشهر الحالي، والتوصل إلى اتفاق تهدئة.
وأفاد المصدر بأن سلطة الأسد تطالب بالتحاق الآلاف بالمركز، وتسليم 200 قطعة سلاح، حيث تهدد بقصف البلدة واقتحامها.
وتصر السلطة على التحاق المتخلفين عن قوات الأسد فوراً، ومنح مهلة للمنشقين 15 يوماً للالتحاق بالمركز الذي افتتحته المخابرات العسكرية قرب البلدة صباح اليوم، ملوحة بارتكاب المجازر من جديد.
العودة للتفاوض
مع إصرار الأهالي والمطلوبين في البلدة، على عدم تحقيق مطالب السلطة، وعدم التوقيع على المصالحة، بسبب غياب الثقة، عادت اللجنة الممثلة لكناكر إلى التفاوض من جديد.
ولا يزال من المبكر توقع النتائج، حيث تشارك أطراف عديدة في التفاوض؛ تشمل اللواء الثامن والمجموعات المحلية في بلدة كناكر من جهة، وشعبة المخابرات وقائد الفرقة السابعة، والأمن العسكري، من جهة أخرى.
وجرت جلسة المفاوضات السابقة في مقر اللواء 121، والذي وصلت إليه أرتال من اللواء الثامن، الذي “يحاول عادة التوسط والتهدئة في كل أزمات الجنوب ويقف مع الأهالي والثوار”، بحسب المصدر الذي أكد أيضا مشاركة بعض مركزيات درعا.
ما علاقة إيران بالملف؟
عاشت بلدة كناكر، حالة من الهدوء الحذر، بعد التوصل لتفاهم من أجل التهدئة بين المجموعات المحلية، و قوات الأسد، وذلك عقب فترة من المواجهة المسلحة المحدودة، والتي لجأت فيها سلطة الأسد للقصف المدفعي.
وشهدت البلدة سلسلة طويلة من الأحداث والمتغيرات خلال العام الجاري، لكن ما يجري مؤخرا له علاقة مباشرة بترتيبات الميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري، وفقا لما يؤكده المصدر.
تنتمي البلدة لمحافظة ريف دمشق، وتتبع إدارياً لناحية سعسع في منطقة قطنا، وهي قريبة من القنيطرة والجولان المحتل، حيث تنشط ميليشيا حزب الله والمجموعات الأخرى التي تستعملها إيران كورقة مساومة إقليمية.
وبالعودة للمصدر فقد نوه بأن الميليشيات الإيرانية ومن خلفها الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية (لإيران نفوذ كبير داخلهما) تعتبر كناكر خارج التفاهمات الدولية المتعلقة بالجنوب، وبالتالي تريد فرض تسوية مع السيطرة التامة عليها.
وتقع البلدة على رأس “مثلث الموت” بين 3 محافظات، وتريد ميليشيات إيران الآن “أن تؤمن ظهرها إذا ما اندلعت مواجهات على جبهة الجولان”.
يذكر أن كناكر كانت تعيش حالة من التفاهمات الضمنية، بسبب حرص كل الأطراف على عدم إشعالها، ولا يزال الشباب موجودين داخلها ومعهم أسلحة خفيفة، مما يحد من قدرة سلطة الأسد على اقتحامها.