عقدت “لجنة هلسنكي” المختصة بحقوق الإنسان في الكونغرس الأميركي، جلسة خاصة “للحديث” عن جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا وسلطة الأسد في سوريا، وفقا لما نقلته وسائل إعلام محلية.
وشارك في الجلسة التي عقدت مساء أمس الأربعاء، المنظمة السورية للطوارئ وعدد من الشخصيات والنشطاء السوريين في الولايات المتحدة، وقدموا خلالها شهادات حول تلك الجرائم بحق السوريين.
هل لهذه الجلسة أهمية سياسية؟ وما الغاية منها؟
يرى قتيبة إدلبي وهو سياسي سوري يقيم في الولايات المتحدة، في إفادته لموقع حلب اليوم، إن الغاية من الجلسة كان تسليط الضوء على الوضع في سوريا خاصة خلال قمة حلف الناتو الخمسة وسبعين المعقودة اليوم في العاصمة واشنطن، خاصة في ظل القضايا السياسية الحالية التي تشغل الإدارة الأمريكية أو الحلفاء الأوروبيين عبر الأطلسي.
من جانبه رآى الكاتب والمحلل السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو أن للجلسة أهمية من حيث مجيئها بعد أن أوقف الرئيس الأميركي جو بايدن القانون الأميركي الذي كان متحركا نحو الصدور لما يخص منع وتقييد مسألة التطبيع مع سلطة الأسد.
واعتبر أن هناك إعادة نظر لدى الأميركيين في كثير من السياسات التي انتهجتها الإدارة الأميركية في المنطقة وخاصة في سوريا.
وقال بيان اللجنة إن الأسد ارتكب على مدى 13 عامًا جرائم حرب وانتهاكات حقوق الإنسان ضد السوريين وكان الدعم الروسي حاسمًا في إدامة هذه الجرائم، مشيرا إلى أن الدعم للأسد لم يمكّنه من الحفاظ على قبضته وحسب بل كثّف من خلاله حملاته الوحشية ضدّ المدنيين.
كيف يمكن أن ننظر إلى جهود التطبيع الإقليمية مع الأسد في ظل الموقف الأمريكي؟
أكّدت اللجنة ضرورة محاسبة سلطة الأسد وروسيا على الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق السوريين، بما في ذلك القصف العشوائي واستخدام السلاح الكيماوي.
وحول مدى إمكانية تطبيع الدول العربية والإقليمية مع سلطة الأسد، في ظل الرفض الأمريكي لذلك، قال مظهر سعدو إنه لا يعتقد أنه كان بالإمكان المضي قدما في مسارات التطبيع الإقليمي العربي والإسلامي مع سلطة الأسد لولا السكوت الأميركي والقبول بذلك وعدم الرفض الجدي لهذه التحركات التطبيعية حيث أن الجميع ينظر إلى أميركا وموقفها قبل اتخاذ أية خطوات تطبيعية أو سياسية لها علاقة بإستراتيجيات أميركية نافذة.
بدوره قال إدلبي إن موقف الإدارة الأمريكية بشكل عام من المنطقة هو الاهتمام الإقليمي بمعنى أن الادارة تهتم بالشكل العام للإقليم مع إنشاء نوع من الاستقرار عبر منطقة الشرق الأوسط ولكنها غير مهتمة بتفاصيل كل ملف سياسي في المنطقة على حدة، فهي غير مهتمة بالقضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان وتعزيز وتمكين المواطن العربي وحرية المواطن العربي ومساهمته في صناعة القرار.
ويرى السياسي السوري أن واشنطن تنظر بشكل إيجابي نوعا ما لأي جهود تطبيع في المنطقة مع سلطة الأسد لأنها ترى في ذلك حلحلة أكثر الملفات بطرق محلية وتعني بالنهاية أن الإدارة الأمريكية ليست مضطرة للتفاعل مع قضايانا.
هل من الممكن حصول تغيرات ذات قيمة في الملف السوري، حال فوز ترامب؟
يبدو أن الأمور تسير في صالح الرئيس الأمريكي السابق دونابد ترامب في الوصول للبيت الأبيض خلال الخريف القادم، ومن المعروف أن لديه نظرة مختلفة عن الرئيس الحالي بايدن بشكل كبير، بما في ذلك الملف السوري.
ويتوقع مظهر سعدو أن ترامب فيما لو فاز في انتخابات الرئاسة فإنه سوف يعيد إنتاج السياسية الأميركية في مجملها مع بعض التغيرات التشديدية النابعة من رؤيته وإدارته المتوقعة لمجمل أوضاع العالم ومنطقتنا العربية منها بالضرورة وخاصة موضوع أوكرانيا وموضوع غزة.
أما بخصوص المسألة السورية فلا يتصور الكاتب السوري أن هناك تغيرات كبرى في التعاطي مع القضية أميركيا، وأنه “علينا أن لا ننسى أنه هو وإدارته من أوقف الدعم المالي والعسكري للجيش الحر ولفصائل واسعة من العسكريتاريا السورية المعارضة”.
من جانبه يرى إدلبي أن هذا الأمر حتى الآن غير واضح لأنه من غير المعروف من هم الشخصيات التي ستتولى إدارة الملف السوري وملفات الشرق الأوسط، رغم أنه قد يكون هناك تفاؤل ربما بحصول هذا التغيير لأن هناك بعض الأسماء التي يمكن أن تحدث فارقا في في إدارة هذه السياسة، ولكن “حقيقة يجب أن نبقى حذرين من هذا الخط العام في فيما ذكرت في رؤية ملفات المنطقة ومنها الملف السوري وهو ليس متعلقا فقط بإدارة معينة أو غيرها بل حقيقة هو نمط تطور خلال السنوات الاخيرة” وحتى لو كان هناك انحياز إيجابي نحو الملف السوري فإنه لن يكون كاملا.