حلب اليوم – خاص
استعادت حركة الشاحنات التجارية في المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا نشاطها الطبيعي، أمس الاثنين 8 يوليو/حزيران، بعد توقف استمر لأسبوع كامل نتيجة الاحتجاجات الغاضبة التي شهدتها المنطقة والتي تطورت إلى حرق شاحنات عدة، مما أدى إلى توقف الحركة التجارية تماماً عند المعابر الحدودية، والذي أثر بشكل كبير على الاقتصاد المحلي في ريف حلب الشمالي والشرقي.
بحسب المسؤول الإعلامي لمعبر باب السلامة “حسان تل رفعت”، فإن الشاحنات التجارية التركية استأنفت رحلاتها إلى سوريا عبر معبر باب السلامة في شمال حلب، منذ صباح أمس الاثنين، ولكنها أفرغت بضائعها في “الساحة السورية” داخل المعبر، بدلاً من دخول الشاحنات التركية إلى العمق السوري.
وأوضح المسؤول الإعلامي في حديثه لحلب اليوم أن هذه البضائع بعد أن أفرغت في الساحة، بدأت الشاحنات السورية بنقل البضائع إلى المدن والبلدات، مشيراً إلى أن هذه الآلية التركية الجديدة جاءت بمثابة حل وسط للتخفيف من التوترات بين سائقي الشاحنات السورية والأتراك، ولضمان استمرارية العمل لأصحاب الشاحنات المحلية الذين توقفوا عن العمل بسبب المنافسة التركية.
إيجابيات وسلبيات
يقول أحد أصحاب الشاحنات السورية “كامل القصير” لحلب اليوم، إن استئناف حركة المعابر الحدودية بين سوريا وتركيا بالطريقة الجديدة من شأنه أن يوفر فرص عمل جديدة لعشرات الشبان في المنطقة، إلا أن هناك مخاوف من ارتفاع أسعار المواد بسبب التكاليف الإضافية لنقل البضائع من الشاحنات التركية إلى السورية، مما قد ينعكس سلباً على المواطنين.
أحد سكان مدينة إعزاز، محمد العبد الله، قال لحلب اليوم: “إن عودة الشاحنات السورية للعمل هي خطوة إيجابية، فقد كان من الصعب علينا منافسة الشاحنات التركية التي كانت تدخل مباشرة إلى المدن وتبيع البضائع بأسعار أقل، الآن يمكن للشباب هنا أن يجدوا فرص عمل جديدة.”
من جانبه، أعرب أحمد الحسين، تاجر محلي، عن قلقه من احتمال ارتفاع أسعار المواد قائلاً: “تكاليف النقل الإضافية قد تؤدي إلى رفع الأسعار في السوق المحلي، وهذا قد يثقل كاهل المواطنين الذين يعانون أصلاً من أوضاع اقتصادية صعبة.”

أهمية المعابر الحدودية
يؤكد مراسلو حلب اليوم في شمال وشرقي حلب أن المعابر الحدودية مع تركيا تلعب دوراً حيوياً في المنطقة، حيث تعتبر شريان حياة للاقتصاد المحلي، كما تسهم هذه المعابر في توفير المواد الغذائية، الأدوية، والمواد الأولية للبناء، مما يساعد على تلبية احتياجات السكان بشكل منتظم. كما توفر هذه الحركة التجارية فرص عمل للسكان في مجالات النقل، التخزين، والتوزيع، وتتيح للتجار المحليين الحصول على بضائع متنوعة بأسعار معقولة.
ومع عودة الحركة الطبيعية للمعابر الحدودية، تأمل العديد من العائلات في تحسن الأوضاع الاقتصادية والاستقرار النسبي بعد فترة من التوترات والصعوبات، بحسب استطلاع أجراه مراسلو حلب اليوم مع عدد من العائلات في شمال حلب، إذ تأمل العائلات في استمرارية الجهود لتخفيف الأعباء على المواطنين وتحسين الظروف المعيشية في المنطقة.
