ياسر العلاوي
تسيطر إيران على معظم الحدود السورية العراقية بشكل مباشر أو عن طريق الميليشيات التابعة لها، حيث يقدّر طول الحدود التي تخضع للنفوذ الإيراني بـ 200 كم، تبدأ من مدينة البوكمال وتنتهي عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.
هذا الامتداد يُسهّل على الحرس الثوري الإيراني إدخال ما يشاء من أفراد وآليات وأسلحة وذخائر، لقواتها وما يتبع لها في الداخل السوري ومنه إلى حزب الله اللبناني، باستخدام الطرق البرية.
تستخدم إيران معابر غير نظامية بعد كسر السواتر الترابية وفتح طرق برية بين العراق وسوريا، بهدف تنويع طرق نقل ما تحتاج إليه من طهران إلى بغداد ثم سوريا بأقل النفقات وأمان أكثر.
يوجد بين سوريا والعراق ثلاثة معابر نظامية الأكبر هو معبر (البوكمال – القائم) الحدودي، الذي أعيد تأهيله وافتتاحه بمراسم رسمية في 18-أيلول-2019، وأشرف على عمليات إعادة الصيانة على الجانبين العراقي والسوري مجلس محافظة الأنبار، ومعبر الوليد الذي يقع في منطقة الـ 55 جنوب شرقي سوريا التي يسيطر عليها جيش سوريا الجديد بدعم من التحالف الدولي، ومعبر سيمالكا شمال شرقي سوريا وتسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
الصحفي فواز العطية قال لحلب اليوم “يسيطر على معبر القائم – البوكمال من الجانب العراقي لواء الطفوف (اللواء 13 التابع للحشد الشعبي) ومجموعات من الجيش العراقي”، وتتميز هذه المجموعات بولائها للحشد الشعبي رغم انتمائها للقوات العراقية المسلحة.
أما المعابر غير النظامية يقول العطية “يوجد ثلاثة معابر غير نظامية تستخدمها القوات الإيرانية، الأول هو معبر السكك والثاني معبر حج حسين (الجغايفة)، والثالث المعبر النهري، وجميع الفصائل المشرفة على هذه المعابر تتبع بشكل مباشر للحرس الثوري الإيراني”.
ويضيف “يسيطر على هذه المعابر حزب الله العراقي وكتائب الإمام علي وكتائب سيد الشهداء، وهي كتائب تتبع بشكل مباشر للحشد الشعبي المدعوم والممول من إيران”
ويؤكد الصحفي عمر خطاب لموقع حلب اليوم أن “المعابر الواقعة بين ضفة نهر الفرات الغربية والمثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن تسيطر عليها إيران بشكل كامل رغم وجود الحكومة العراقية هناك، لكنه وجود صوري أما الفاعلية فهي لإيران بشكل مطلق”.
ويوضح العقيد أحمد الحمادة لموقع حلب اليوم أهمية السيطرة على هذه المعابر حيث قال” إن السيطرة على هذه المعابر تمكن إيران من استخدامها لتقوية وجودها في سوريا، من خلال إتاحة طرق برية مسيطر عليها من قبل الحرس الثوري تسهل التنقل من طهران إلى بغداد وصولاً إلى الأراضي السورية ومنها إلى الضاحية الجنوبية في بيروت معقل حزب الله اللبناني”.
وأكد العقيد الحمادة على أن “هذه الطرق باتت تربط بشكل أو بآخر إيران بشواطئ البحر المتوسط في سوريا ولبنان، وهو طموح إيراني قديم تحقق الآن بالسيطرة على الحدود السورية العراقية”.
تتنوع المواد التي تنقلها إيران من الجانب العراقي إلى الأراضي السورية، وأيضاً التي تنقلها بشكل معاكس من سوريا إلى العراق، منها العسكرية وغير العسكرية.
العقيد أحمد الحمادة قال “إن إيران تنقل المعدات العسكرية والأسلحة والذخائر من هذه المعابر، فأي عربة مدولبة يمكنها حمل الأفراد والعتاد من إيران إلى سوريا براً بعد سيطرتها على هذه المنطقة”.
وأضاف الحمادة “تنقل إيران أسلحة وذخائر وقطع الأسلحة الدقيقة التي تستخدمها في سوريا بشكل آمن براً من العراق إلى شرقي سوريا، حيث يتم تخزينها في مستودعات مخصصة لكل نوع من هذه الأسلحة، بعدها يتم نقلها عبر البادية إلى تدمر ومنها إلى القصير والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها إيران في سوريا، ما يعزز القدرة العسكرية للحرس الثوري والميليشيات التابعة له في سوريا ولبنان”.
أما الصحفي فواز العطية فقط قال “إضافةً لنقل الأسلحة والمعدات للميليشيات، تستخدم إيران هذه المعابر لنقل المخدرات بكميات كبيرة من سوريا للعراق ومن هناك إلى جهات توزيعها محلياً وإقليمياً، وأكثر الأنواع المخدرة هي الكبتاغون والحشيش والإتش بوز”.
الصحفي عمر خطاب أكد على مشاركة سلطة الأسد بما يُنقل من هذه المعابر، حيث يرافق شحنات الأسلحة بعد وصولها إلى نقاط محددة قريبة من الميادين ومدينة ديرالزور، عناصر من قوات الأسد الموالية لإيران وغالباً من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد.
ونوه خطاب إلى أن “معبر السكك هو الأهم بالنسبة لإيران، التي تستخدمه لنقل معداتها وبضائعها للهروب من العقوبات المفروضة عليها وتمرير هذه البضائع والأفراد بشكل غير رسمي ما يسهل عليها حركة الشخصيات التي تخضع لعقوبات غربية”.
وأضاف “هذه المعابر تدار بطريقة أمنية عالية الدقة والسرية لتخفيف إمكانية الاختراق وتهديد الشخصيات وشحنات الأسلحة، بعد تكثيف إسرائيل والتحالف الدولي الهجمات ضد الحرس الثوري والميليشيات التابعة له في سوريا والعراق، إلّا أن حالات الاختراق ماتزال موجودة”.
وتستخدم الميليشيات التي تديرها إيران معبر “الجغايفة” لتهريب المخدرات والتبغ وكثير من الممنوعات وفق الصحفي خطاب، وقال “معظم الممنوعات تمر من هذا المعبر، وتساند الحرس الثوري ميليشيات محلية وأخرى عراقية، ويدير الحرس الثوري عملية التناوب على الاستفادة من عائدات هذه المعابر بين ميليشياته لمنع الاصطدام فيما بينها”.
ونوه خطاب إلى موقف تنظيم الدولة من هذه المعابر، واكد على أن “مناطق انتشار التنظيم بعيدة بنسبة كبيرة عن المعابر، ولم يهاجمها منذ أن خسرها عام 2017- 2018 لصالح النظام وغيره والميليشيات الموالية له”.
وتبقى هذه المعابر تشكل العصب الرئيسي في طرق الإمداد الإيرانية، الممتدة من طهران إلى العراق ثم سوريا ولبنان، وهذا ما يفسر استماتة الحرس الثوري في إبقاء السيطرة المطلقة على غربي العراق وشرق سوريا، الأمر الذي يسهّل تحركاته العسكرية وغير العسكرية في المنطقة، كما تعتبر سيطرته على المنطقة نقطة استناد لأي عمليات عسكرية ينفذها على كامل الأراضي السورية وخارج سوريا أيضاً”.
يمكنك المشاهدة أيضا: