ياسر العلاوي
لم يكتف الأسد بما فعلته قواته بسوريا والسوريين، بعد أن أوغلت قتلاً وتدميراً في المدن السورية الثائرة، وتسببت بهجرة ملايين السوريين ونزوح أكثر من نصف سكان البلاد، بل يبحث عن بناء جيش أكثر طائفية وأكثر استبداداً.
المدير العام للإدارة العامة بوزارة الدفاع في حكومة الأسد اللواء أحمد يوسف سليمان، قال “إن القيادة العامة تتابع باهتمام هواجس وهموم المكلفين بالخدمة الاحتياطية والإلزامية وحتى المتطوعين“، لافتاً إلى أن “جميع القوانين والقرارات تصب في مصلحة الوصول إلى جيش متطور يعتمد على المتطوعين”.
الخبير العسكري والاستراتيجي أحمد الحمادة -عقيد منشق عن قوات الأسد- قال لموقع حلب اليوم “إن الجيوش دائماً تتألف من ضباط عاملين ومجندين وصف ضباط أفراداً متطوعين ومجندين، وهذه التركيبة ضرورية”.
وأضاف الحمادة “هناك اختصاصات تتطلب أن يكون العامل فيها متطوعاً، مثل فني الرادار وفني الطيران وبعض أنواع العربات، أما أن يوقف العمل بالخدمة الإلزامية بشكل كامل والاعتماد فقط على المتطوعين في كل المجالات، فهذا برأيي غير صحيح نهائياً”
وخلال مقابلة مع قناة (السورية) التابعة لسلطة الأسد قال اللواء أحمد سليمان “إنه بناء على الأمر الإداري الذي صدر في 6-2 من هذا الشهر يسرح كل ضابط احتياط أمضى عاماً فأكثر ابتداء من 30-6 كما يسرح صف الضباط والأفراد الذين أمضوا ست سنوات فأكثر، وأما من بلغ أربعين عاماً ولديه سنتا خدمة احتياط فيسرح تلقائياً ولا يحتاج إلى أمر إداري جديد للتسريح”. وأضاف ” هذه القرارات تمت الموافقة عليها وستنفذ تباعاً وهدفها الوصول إلى جيش متطور يعتمد على المتطوعين من خلال عقود التطوع الجديدة والتي تنص على أن من يؤدي خمس سنوات عقد تطوع ولا يرغب في الاستمرار يسرح ولا تتم دعوته للاحتياط أو الاحتفاظ، كما لا يجوز دعوته إلى الاحتياط قبل مرور خمس سنوات على تسريحه، حيث يدعى سنة واحدة متصلة أو متفرقة ويعفى من الخدمة الإلزامية ولا يستمر كاحتياط أو احتفاظ، أما بالنسبة لعقود التطوع عشر سنوات فالذي يؤديها يعفى من خدمة الاحتياط نهائياً”.
العقيد أحمد الحمادي قال “إن هذا كلام غير منطقي، هناك حالات يحاول النظام التخلص منها، النظام لن يستطيع القول بأنه سيطوّع عناصر ميليشيا فاطميون أو أي ميليشيا تعمل في سوريا مع النظام، ولكن يفتح باب التطوع لاستقطاب العناصر التي يريد لها أن تتطوع وتدخل الجيش بشكل رسمي ليتخلص من بغض الميليشيات في مرحلة توقف الحرب في سوريا”.
وأضاف الحمادة أن “النظام يحاول التخلص من نسبة البطالة المرتفعة بين الشباب، ونشر فكرة توفير فرص عمل في المؤسسة العسكرية ليخفض حالة التذمر الشعبية وإن لم تكن معلنة”.
وفي تفاصيل قرار تسريح دفعات الاحتياط قال سليمان لقناة (السورية) التابعة لسلطة الأسد “إنه تم وضع جدولة زمنية للخدمة الاحتياطية تتكون من ثلاث مراحل حيث تبدأ المرحلة الأولى من 1-7-2024 حتى نهاية هذا العام وفيها يسرح مباشرة كل من أمضى 6 سنوات حتى نهاية شهر حزيران الجاري، كما يسرح من أمضى خمس سنوات ونصف السنة حتى نهاية شهر آب القادم، بينما يسرح من أمضى 5 سنوات حتى نهاية شهر تشرين الأول، وفي نهاية السنة الجارية يسرح من أمضى في الخدمة الاحتياطية أربع سنوات ونصف السنة بتاريخ 31-12-2024 مشيراً إلى أنه سيتم تقييم هذه المرحلة من التسريح قبل الدخول بالمرحلة التالية”.
وتابع “المرحلة الثانية تبدأ العام القادم بتسريح من أتم أربع سنوات حتى نهاية شهر كانون الثاني ويسرح بتاريخ 28-2-2025 بينما يسرح من أمضى ثلاث سنوات ونصف السنة حتى نهاية شباط ويسرح بتاريخ 30-4-2025 وفي تاريخ 30-6-2025 يسرح من أمضى ثلاث سنوات حتى نهاية شهر آذار، ومن أتم سنتين ونصف السنة حتى نهاية نيسان يسرح بتاريخ 31-8-2025 ومن أمضى سنتي احتياط حتى نهاية أيار يسرح بتاريخ 31-10-2025”.
ولفت “إلى أنه بعد تقييم المرحلة الثانية سيكون الحد الأقصى للخدمة الاحتياطية عامين في المرحلة الثالثة، مشيراً إلى أنه سيتم النظر بموضوع الاحتياط من خلال معياري العمر وعدد سنوات الخدمة، وأن المدد الزمنية في المراحل الثلاث قابلة للتعديل زيادة أو نقصاناً حسب نسب الالتحاق، مبيناً أنه سيتم تسريح عشرات الآلاف حتى نهاية العام الحالي ومثلهم العام القادم مع المحافظة على الجاهزية القتالية”.
وأوضح المدير العام للإدارة العامة في وزارة الدفاع التابعة لسلطة الأسد “أن هذه القرارات تمت الموافقة عليها وستنفذ تباعاً وهدفها الوصول إلى جيش متطور يعتمد على المتطوعين من خلال عقود التطوع الجديدة والتي تنص على أن من يؤدي خمس سنوات عقد تطوع ولا يرغب في الاستمرار يسرح ولا تتم دعوته للاحتياط أو الاحتفاظ، كما لا يجوز دعوته إلى الاحتياط قبل مرور خمس سنوات على تسريحه، حيث يدعى سنة واحدة متصلة أو متفرقة ويعفى من الخدمة الإلزامية ولا يستمر كاحتياط أو احتفاظ، أما بالنسبة لعقود التطوع عشر سنوات فالذي يؤديها يعفى من خدمة الاحتياط نهائياً”.
ويفند العقيد الحمادي هذه القرارات بقوله “بالنسبة للاحتياطيين فهذا القرار أمر طبيعي يعني بعد خدمة ست سنوات بصفة عسكري احتياط سحب من بين عائلته وأهله للقتال، هذه المدة تقارب خدمة متطوع وهذا كان له أثر على الذين يخدمون احتياط وبدأ السخط يتسلل بينهم”.
وأنهى الحمادي حديثه بالقول “النظام يريد بناء جيش موالي بشكل أكبر نتيجة ما حدث في الثورة من انشقاق ضباط وصف ضباط وعناصر وأيضاً رفض كثير من العسكر إطلاق النار على المحتجين وتمت تصفيتهم بحجة رفض الأوامر العسكرية والكثير من التجارب”.
ويسعى بشار الأسد إلى ضمان تأييد المؤسسة العسكرية التي تبين أن سلطة الأسد الأب وابنه، بمساعدة الروس والإيرانيين، قد بنوها لحماية حكمهم سوريا، وتوجيه فوهات البنادق نحو الشعب لحراسة كرسي الحكم لا إلى خارج الحدود لحماية سوريا من أعدائها.