حلب اليوم – خاص
بعد اشتباكات عنيفة استمرت ليومين، نجحت مساعي الوساطات من رجال دين ووجهات اجتماعية في تهدئة التوتر بين الفصائل المحلية وعناصر سلطة الأسد في محافظة السويداء، وذلك على خلفية إقامة حاجز أمني عند مدخل المدينة الشمالي واستقدام تعزيزات عسكرية
تقول مراسلة “حلب اليوم” إن التهدئة جاءت بعد نجاح الوساطات في الوصول إلى اتفاق بين “سلطة الأسد والفصائل المحلية”، ينص على إزاحة الحاجز وتحويله إلى ثكنة لسلطة الأسد مع التعهد بعدم تفتيش المارة، وفي الجانب الآخر تعهدت الفصائل بعدم التعرض للحاجز.
ما القصة؟
بحسب مراسلتنا، اندلعت اشتباكات يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين إثر محاولة سلطة الأسد إقامة حاجز أمني عند مدخل مدينة السويداء الشمالي، مصحوبةً بتعزيزات عسكرية من دبابات وعناصر ومنازل مسبقة الصنع، وهو ما أثار حفيظة أهالي السويداء والفصائل المحلية الذين رأوا في ذلك محاولة من الأسد لاستعادة سيطرته على المحافظة.
خلط الأوراق
الناشط السياسي “بشير جابر” يقول لحلب اليوم إن سلطة الأسد تدعي أن استقدام التعزيزات ونصب الحاجز الأمني هو إعادة الأمان للمحافظة والقبض على الخارجين عن القانون والحد من تهريب المخدرات، إلا أن السبب الحقيقي وراء نصب الحاجز هو القبض على معارضي سلطة الأسد في المحافظة ومحاولة إيقاف الحراك وإعادة السيطرة الأمنية.
وبحسب “جابر”، فإن سلطة الأسد تعمل على استخدام وسائلها المعتادة في ترهيب الأهالي من خلال خلط الأوراق وعودة حالات الخطف والقتل والسرقات، بالإضافة إلى زرع القنابل في ساحة الكرامة التي يجتمع فيها المتظاهرون السلميون بشكل يومي.
مهلة لإلغاء الحاجز
ذكرت مراسلتنا أن الفصائل المحلية العاملة في السويداء أعطت مهلة لسلطة الأسد لإلغاء الحاجز، وأكدت أن الرد سيكون قاسيًا في حال الرفض.
وأشارت إلى أن الفصائل لم تتلقَ أي استجابة من جانب سلطة الأسد.
وأوضحت مراسلتنا أنه عند انتهاء المهلة، رفعت الفصائل جاهزيتها واستنفرت بالقرب من دوار الباسل وسط المحافظة، لتقوم العناصر الأمنية المتمركزة في فرع حزب البعث بالقرب من الحاجز بإطلاق الرصاص، ما دفع الفصائل للرد على إطلاق النار، واندلعت اشتباكات بين الطرفين دون وقوع إصابات.
أهالي السويداء يواجهون العسكرة بالسلمية
أكدت مراسلتنا أن أهالي المدينة خرجوا عقب صدور المهلة التي وجهتها الفصائل المحلية لسلطة الأسد في مظاهرة سلمية يوم الثلاثاء الماضي، رفضوا من خلالها إقامة الحاجز في المدينة، وأكّدوا على سلمية المحافظة ورفضهم الانجرار إلى العسكرة والاقتتال.
وأوضحت أن المتظاهرين رفعوا أيضاً أغصان الزيتون والورود وتوجهوا نحو الحاجز مخاطبين العناصر بأن يرحلوا ويتفادوا شلال الدم الذي قد يحصل.
استمرار المظاهرات الشعبية
هذا وتستمر المظاهرات الشعبية المناهضة لرأس سلطة النظام في المحافظة، حيث تجمع الجمعة 28 يونيو/حزيران، العشرات من أهالي مدينة السويداء في ساحة الكرامة، تأكيدًا على مطالبهم بإسقاط سلطة الأسد، وإجراء انتخابات حرة نزيهة، وتحقيق انتقال سياسي يضمن العدالة والديمقراطية لكافة السوريين، وتطبيق القرار الأممي 2254، وإطلاق سراح المعتقلين، وتحسين الواقع الاقتصادي في البلاد.
يمكنكم المشاهدة: