حلب اليوم – السويداء
ازدادت وتيرة الخطف والجرائم بحق المدنيين في محافظة السويداء بشكل كبير هذا العام، بالتزامن مع التغييرات الأمنية والتعزيزات العسكرية الحاصلة في المحافظة، في ظل غياب القانون وانتشار العصابات والسلاح العشوائي، على الرغم من انتشار الحواجز المدجّجة بالعناصر التابعة لسلطة الأسد في أرجاء المحافظة.
خمس حالات خطف
– الجريمة الأولى:
بحسب مراسلة حلب اليوم في السويداء، فقد سجلت محافظة السويداء خلال الشهرين الفائتين، أكثر من خمس حالات خطف وقتل على يد عصابات معظمها مجهولة، ففي الثالث من شهر حزيران الحالي، أقدمت مجموعة مسلحة كانت تستقل سيارات بلا لوحات بوجوه مكشوفة، على خطف صائغ ذهب من أمام مركز السويداء التجاري في مدينة السويداء، مع إطلاق الرصاص في الهواء خلال خطف الصائغ، مشيرةً إلى أن عملية الخطف مرتبطة بخلاف مالي.
– الجريمة الثانية:
وأوضحت أنه في السادس من الشهر الحالي أيضاً، أقدمت مجموعة محلية على اختطاف المدعو “عمر رحروح” المنحدر من بلدة عرى جنوبي السويداء، ليتم العثور عليه على أطراف البلدة بعد 4 أيام من اختطافه مقتولاً وعليه آثار تعذيب، ليؤكد تقرير الطبيب الشرعي في المشفى الوطني بالمحافظة بعد ساعات، أن سبب الوفاة هو توقف القلب جراء التعذيب.
وفق مراسلتنا فإن “رحروح” كان يُعد من أكبر تجار المخدرات وسارقي السيارات في السويداء، حيث كان يملك عصابةً مهامها سرقة السيارات وبيعها في محافظة درعا، بالإضافة إلى أنه كان متهماً بارتكاب جرائم قتل بحق ثلاثة شبان من أبناء العشائر.
– الجريمة الثالثة:
تقول مراسلتنا أنه في التاسع من حزيران، أعلنت عائلة “مقلد” عن اختفاء الشاب الأربعيني “جلال نور الدين مقلد”، بعد خروجه من المنزل بالقرب من دوار الشرطة العسكرية في مدينة السويداء، حيث كان يستقل سيارته نوع “كيا سبورتاج”، ليتم العثور عليه بعد 24 ساعة من اختطافه، بجوار جثة أخرى في منطقة ظهر الجبل في السويداء، دون معرفة الأسباب.
– الجريمة الرابعة:
وفي العاشر من حزيران، وثّقت مراسلتنا اختطاف الشابين “ماجد نصر” و”علي الجوهري” في مدينة السويداء من قبل عائلة “أبو حمدان” بسبب ثارات قديمة، إذ برّرت العائلة خطف الشابين بحجة أنهما كانا شاهدان على حادثة مقتل أحد أفراد العائلة على يد مجهولين، ليتم الإفراج عن الشاب “ماجد نصر” بعد عقد اجتماع في مضافة العائلة، فيما بقي مصير الشاب “علي الجوهري” مجهول إلى اليوم.
– الجريمة الخامسة:
وفي نهاية الشهر الفائت، وثّقت مراسلتنا في السويداء وفاة الطفلة “جنى جودية” البالغة من العمر 10 أعوام، إثر تعرضها لرصاصة طائشة في كتفها الأيسر، في حي المقوس وسط المدينة، جراء إطلاق الرصاص بشكل عشوائي.
سلطة الأسد هي السبب
تقول الناشطة الحقوقية “راية سبيعي” لحلب اليوم، إن سلطة الأسد تعمّدت لأعوام طويلة على تهميش مدينة السويداء وروّجت فيها لسنوات تجارة المخدرات والسلاح بهدف زعزعة المحافظة ونشر الفوضى فيها وإبقائها بعيدةً عن باقي المحافظات، لذلك عكس هذه الانتشار لظهور عصابات الخطف والقتل وتجارة المخدرات، التي ترتبط في معظمها بأجهزته الأمنية بشكل مباشر.
وتشير مراسلتنا إلى أن الفصائل المحلية في السويداء تسعى منذ عام 2022 للقضاء على العصابات والمجموعات التابعة لسلطة الأسد، كان أبرز أعمالها هي اقتحام مقر المدعو “راجي فلحوط” عام 2022، الذي كان يُعد من أكبر وأخطر تجار المخدرات والسلاح جنوبي سوريا، الذي يحمل في سجله العديد من جرائم القتل والخطف، والذي أدرج اسمه ضمن قائمة العقوبات الأمريكية.
هذا ولا يزال أهالي السويداء يسعون للحد مثل هذه المظاهر، التي يعتبرونها خارجة عن عادات المحافظة وتقاليدها، التي كانت تتغنى بالشجاعة والكرم، مرجعين السبب في انتشار العصابات إلى سلطة الأسد التي اعتمدت على خلق الفوضى لإضعاف المحافظة وفقاً لمراسلتنا.