حلب اليوم – خاص
في ظل موجة الحر اللاهبة التي تجتاح شمال شرق سوريا، تعاني مدينة الرقة من شلل شبه تام في مقومات الحياة الأساسية، إذ يعاني سكان المدينة من انقطاع الكهرباء المستمر، مما يزيد من معاناتهم.
تقول مراسلة حلب اليوم إنه مع ارتفاع درجات الحرارة، توقفت العديد من مولدات الكهرباء عن العمل، المعروفة محلياً بالـ”أمبيرات”، مما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.
شكاوى
بحسب مراسلتنا فإن أهالي حي البانوراما اشتكوا من انقطاع الكهرباء لأكثر من أسبوع، لافتةً إلى أن الأهالي يلقون اللوم على أصحاب المولدات الكهربائية الذين يتذرعون بأعطال فنية ونقص في المازوت.
الشاب “محمد.س” عبر عن غضبه في حديثه لحلب اليوم قائلاً: “المولدات في حي “البانوراما” لم تعمل منذ سبعة أيام في ظل هذه الموجة الحارة، إذ يتذرع أصحاب المولدات بتعطل مولداتهم، وهم أساساً يقومون بسرقة المازوت المقدم لهم من الإدارة الذاتية، وبيعه في السوق السوداء بأضعاف”.
يقول الشاب إن أصحاب المولدات يشترون المازوت من الإدارة الذاتية بـ 4800 ليرة سورية، فيما تباع في السوق السوداء بـ 6000 ليرة سورية.
التقت مراسلتنا أيضاً بالشاب “نورس.ن” الذي يسكن الحي ذاته، قائلاً: إن مولدة ع . و -وهو صاحب أحد مولدات الكهرباء- لم تعمل منذ خمسة أيام بسبب بيعه لمادة المازوت، دون أي رقيب، إذ قال متذمراً: “أقسم بالله استوينا، بدنا حل للرقة”.
كما واشتكى أهالي حي القطار بالرقة من انقطاع الكهرباء “الأمبيرات” لمدة سبعة أشهر، بسبب بيع المازوت المخصّص للمولدات في السوق السوداء.
تقول مراسلتنا إن غياب الكهرباء انعكس أيضاً على أسعار قوالب الثلج حيث ارتفعت بشكل كبير، إذ تراوحت أسعارها بين 20000 و 25000 ليرة سورية في الأسواق.
أين كهرباء سد الفرات؟
وبحسب مراسلتنا فإن التساؤلات حول كهرباء سد الفرات لم تغب، إذ كانت حاضرة أيضاً، حيث التقت مع الشاب “نورس.ع”، من أهالي مدينة الرقة، والذي تساءل عن سبب غياب الكهرباء عن سد الفرات، دون أي توضيح من قبل الإدارة الذاتية إلى اليوم.
ويحتوي سد الفرات على ثماني بوابات تصريف مياه مزوّدة بعنفات توليد الطاقة الكهربائية وهو يتسع لـ 41 مليون متر مكعب من المياه، إذ تلحق بالسد محطة تحويل كهرومائية، وفقاً لمراسلتنا، التي تتفرع منها خطوط التوتر العالي، كما تتألف من ثماني مجموعات توليد مائية وتبلغ استطاعة المجموعة الواحدة منها نحو 110 ميغاواط، مشيرةً إلى أن بعضها يعمل على الرغم من تدمير العديد منها بعد انهيار جسر الرقة أثناء خضوع المدينة لسيطرة تنظيم الدولة.
ونوّهت إلى أن العنفات التي لم تتضرر وبقيت تعمل بشكلها الطبيعي، متوقفة عن تزويد مدينة الرقة بالكهرباء بأوامر من الإدارة الذاتية، دون معرفة الأسباب وذلك منذ سيطرتها على المنطقة منذ عام 2017.
في ظل هذه الأوضاع الصعبة، يعتبر الكثير من سكان الرقة أن الهجرة هي الحل الوحيد للهروب من الظروف المعيشية القاسية، إذ تُوصف الإدارة الذاتية في الرقة بأنها “إدارة الأزمات والسرقة”، حيث يطالب السكان بحقوقهم الأساسية من كهرباء وماء وخبز، دون اللجوء إلى وسائل أخرى قد تودي بهم إلى مخاطر لا تُحمد عقباها.