في إحاطته أمام مجلس الأمن عبّر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون عن ضرورة استئناف المفاوضات السورية – السورية، مُبدياً قلقه من فقدان الأفق السياسي في سوريا.
بيدرسون قال إن هدفه إيجاد مكان للاجتماع من أجل استئناف مفاوضات اللجنة الدستورية السورية، مؤكداً على أن استئناف اعمال اللجنة الدستورية “من شأنه أن يعيد الأطراف السورية إلى نفس المكان والعمل على ذات القضايا الأساسية وهي المحرك الأساسي للنزاع”.
وأشار المبعوث الأممي إلى انفتاحه على أي مكان آخر بديل عن جنيف، يحظى بتوافق الأطراف السورية والجهة المضيفة، مؤكدًا مواصلة العمل على إيجاد مكان بديل، مع المناشدة المستمرة لاستئناف الجلسات في جنيف، داعيًا الأطراف لتحضير الجلسات الموضوعية والمقترحات الدستورية.
وفي معرض الحديث عن الحلول السياسية قال بيدرسون “إن المبادرات الحالية تفتح أبواب الحلول السياسية لكنها غير كافية ويجب تدعيمها”. وأضاف “الوضع في سوريا خطر بالفعل، وما يحدث الآن من اجتزاء للحلول لن يستمر إلى الأبد، وأنه لا حل عسكري للنزاع السوري”.
بيدرسون شدد على ضرورة إيفاء الدول والجهات المانحة بتعهداتها تجاه صرف المبالغ التي اتفق عليها في مؤتمر بروكسل وضمان وصول المساعدات عبر الحدود والخطوط.
كما سلط الضوء على محنة اللاجئين السوريين والبلدان المضيفة مؤكدًا على ضرورة وقف الخطاب المعادي للاجئين بدلًا من تأجيجه، معتبرًا أن الاستعاضة عن ذلك بصيغ مصطنعة مثل تحديد مناطق على أنها آمنة لعودة السوريين ليست كفيلة بحل المشكلة، ولا بد من تقديم الدعم للاجئين ليختاروا بمحض إرادتهم العودة، وفق بيدرسون.
وفي انتقاد لتقاعس العمل الدولي لتنفيذ قرار الأمم المتحدة 2254 قال بيدرسون “في ضوء غياب العملية السياسية الشاملة فكل الاتجاهات السلبية العامة أخذت تنتشر وتنقسم، بما يحمل من خسائر للسوريين والمجتمع الدولي” مبينًا أن “استمرار هذه العوامل وتفاعلاتها، سيخلق مزيدًا من معاناة وألم المدنيين والتصعيد وزعزعة الاستقرار في سوريا”.
ودعا المسؤول الأممي إلى خفض التصعيد في كافة الأراضي السورية، منبهاً إلى أن وقف إطلاق النار في غزة سيكون مبعثاً على تهدئة الصراع في سوريا، وأن النزاع المستمر خلق أجيالاً تختلف عن سابقاتها
“بدأنا نرى أن جيلًا ثانيًا من الأطفال في سوريا أصبح محرومًا من استمرارية التعليم، أو إخضاعهم لمناهج تعليمية مختلفة بما يهدد بتقويض مستقبل الأطفال ووحدة سوريا، والتشدد والتطرف” وفق بيدرسون.
ورغم تركيزه على تطبيق القرارات الدولية فإن المبعوث الأممي لا يرى أفقاً للحل السياسي في سوريا في الوقت الحالي، خاصة مع استمرار النزاعات الدولية حول قضايا الحروب الناشبة في أوكرانيا وفلسطين، وما صنعته من تكتلات دولية أثرت بشكل مباشر على الملف السوري.