انتقدت صحيفة “The Hill” الأميركية سياسات الإدارات المتعاقبة تجاه سوريا، داعية لتغيير الإستراتيجية المتبعة سابقا.
وقالت الصحيفة إن “سوريا اليوم أصبحت في حالة خراب، ولا تزال عرضة لانفجارات العنف بسبب استراتيجية الاحتواء التي اتبعتها الإدارات السابقة في واشنطن والتي خلقت صراعًا متجمدًا”.
واعتبرت أنه “لا بد من إعادة النظر إلى الأمور التي أدت إلى هذا الواقع الحالي.. فأياً كان الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني، فسوف يتعين عليه أن يطور سياسة جديدة بشأن سوريا”، وفقا لترجمة موقع لبنان 24.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن العوامل الخارجية السلبية تتراكم على الدول المحيطة بوتيرة غير مستدامة، فيما كان موقف الولايات المتحدة بشأن سوريا “بمثابة درس متقن في الغموض، وصفحة من كتاب قواعد اللعبة “ليست مشكلتنا”، الأمر الذي أثار استياء الجهات الفاعلة الإقليمية”.
كما أشارت إلى عدد من الاختلافات الرئيسية في الطريقة التي يعتقد معظم المحللين أن رئاسة جو بايدن أو دونالد ترامب قد تتعامل بها مع القضية السورية، فغالبًا ما يتعرض ترامب للسخرية بشكل غير عادل من قبل مؤسسة السياسة الخارجية باعتباره أمينًا للمخاطر والفوضى في المجال الدولي.
لكن من الناحية النظرية تضيف الصحيفة – يمكن لصانع الصفقات الرئيسي أن يستخدم يدًا مختلفة كثيرًا للعب في الصراع المجمد.. لقد أظهر بالفعل نفوراً متزايداً من الارتباطات الأجنبية المكلفة التي تنطوي على أموال دافعي الضرائب في عدد من المجالات”.
وتستبعد The hill أن يسمح ترامب للصراع السوري بالاستمرار في استنزاف مليارات الدولارات أو توريط الولايات المتحدة في صراعات لا نهاية لها ولا يمكن الفوز بها، “لكنه على الأرجح يتذكر أيضًا المشهد المخزي لانسحاب إدارة بايدن من أفغانستان”.
أما سوريا، “التي أصبحت الآن ساحة معركة بالوكالة، فهناك الأسد الذي يتمسك بالسلطة من خلال شريان الحياة الذي توفره روسيا” بسبب طموحاتها في البحر الأبيض المتوسط، وتريده أن يبقى صامداً، مما يوفر لها مكاناً إستراتيجياً في الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة: “يُعتبر الأسد الناجي الوحيد من الربيع العربي، ويمثل استمرار حكمه رمزا لحدود القوة الأميركية، وتمكين الخصوم، من إيران إلى روسيا، في حين يؤدي إلى إدامة عدم الاستقرار الإقليمي.. ويعد استقراره أيضًا بمثابة تذكير بفشل استراتيجية الرئيس باراك أوباما في تحقيق الاستقرار في المنطقة من خلال الاتفاق النووي الإيراني الذي تعرض للانتقادات الشديدة”.
وتهدف خطة العمل الشاملة المشتركة إلى تخفيف التوترات في المنطقة وحماية إسرائيل وتسهيل خروج الولايات المتحدة بسلاسة من العراق، ومع ذلك، أثبتت شبكة التحالفات والعداوات المعقدة في الشرق الأوسط أنها مقاومة لمثل هذه الحلول، وفقا للمصدر نفسه.
وحول أوباما وبايدن ترى الصحيفة أنهما قاما “كإجراء مناسب لتجنب المزيد من التعرض العسكري لسوريا ووضع حد لتنظيم الدولة، بتشكيل تحالف هش مع قسد، وهي فرع من حزب العمال الكردستاني.. وأصبح هذا التحالف قضية خلافية بالنسبة لأنقرة وواشنطن، فقد أدت طموحات قسد في إقامة كردستان مستقلة عبر سوريا والعراق وإيران وتركيا إلى تفاقم التوترات الإقليمية، مما يهدد بصراعات أكبر”.
وخلصت The hill إلى أن سوريا “تتطلب اتباع نهج دقيق، يوازن بين المصالح الإقليمية والأهداف الأميركية، أياً كان الفائز بالرئاسة في الخريف المقبل”، لافتة إلى أهمية “صياغة عقيدة جديدة ترتكز على حقائق الشرق الأوسط والحس العملي الاستراتيجي”.