فازت الأم السورية عدوية الصالح بجائزة اللطف الدولية، بسبب مساعدتها لمئات الأطفال على الذهاب إلى المدرسة، في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن السيدة البالغة من العمر 49 عامًا، بدأت عملها في تعليم الأطفال من خلال عدة خيام ثم استبدلتها بكرفانات ولاحقًا وبدعم من وقف الديانة التركي استطاعت بناء مدرسة ابتدائية تضم حاليًا نحو 600 طالب.
وكانت السيدة “الصالح” قد فقدت ولديها الشابين بعد أن تعرضا للقتل على يد قوات الأسد في إدلب خلال السنوات الماضية، فيما بقيت تكافح فيظروف الحرب، وكرست نفسها لتعليم الأطفال.
تقوم عدوية حاليا بالتدريس في مدرسة السلطان عبد الحميد الثاني، المبنية من الخرسانة المسلحة والمكونة من 12 صفًا وقد حصلت على جائزتها في حفل “جوائز اللطف العالمية السابعة” الذي نظمته رئاسة الشؤون الدينية ووقف الديانة التركي.
وقالت في تعليقها على ذلك: “أحب مساعدة الناس.. بدأت العمل في مجال التعليم بعد أن أدركت أن تعليم الأطفال النازحين بسبب الهجمات لم يكتمل، فقمت ببناء مدرسة ابتدائية وثانوية وروضة أطفال بدعم من المؤسسة الدينية التركية”.
وأشارت صالح إلى أنها بدأت ببناء مدرسة بسيطة مكونة من الخيام بميزانية 200 دولار فقط، و”بعد فترة قامت باستبدال الخيام بالحاويات، ثم وبدعم من المؤسسة الدينية التركية قامت ببناء مدرسة ابتدائية”.
“وكان الله في العون”
أشارت عدوية إلى أنها “واجهت العديد من الصعوبات”، مضيفة: “ولكن كلما جابهت مشكلة كان الله في عوننا”.
وأضافت أن سلطة الأسد أخذت مني اثنين من أبناءها، مشيرة إلى أن غالبية الأطفال الذين يدرسون ضمن المدرسة في إدلب هم من الأيتام، حيث “هناك ما مجموعه 500 طالب في المدارس الابتدائية والثانوية و85 طالباً في رياض الأطفال”.
ومضت بالقول: “سيتمكن الأطفال السوريون من الصمود رغم الألم والحرب.. كان نظام ما قبل الحرب تحت الأحكام العرفية، ولم نتمكن من التعبير عن مشاعرنا و كنا خائفين للغاية، لقد أخذت سلطة الأسد مني اثنين من أحفادي الثلاثة، وفي كل مرة أرى فيها أحفادي، أتذكر ابني”.