حلب اليوم – الحسكة
بدأ موسم حصاد الشعير البعلي في ناحية معبدة بمحافظة الحسكة، مطلع الأسبوع الحالي، وسط تفاؤل من قبل المزارعين بتحقيق أرباح جيدة، على الرغم من انخفاض الحصاد وزيادة تكاليف العمالة.
وصف المزارع سهيل خلدون لقناة حلب اليوم، للذي أنهى حصاد أرضه البالغة مساحتها ستة هكتارات من الشعير، بأنه “وفير”، على الرغم من تعرض المحصول لعدة موجات حر خلال شهري آذار ونيسان، حيث تراوح إنتاج الهكتار ما بين 7 إلى 8 أكياس.
وأشار إلى أن سعر كيلو الشعير وصل إلى 3500 ليرة سورية في الأسواق، بيّد أن تكلفة زراعة الهكتار تراوحت منذ بداية الموسم بين 300 ألف و500 ألف ليرة سورية، ما يعني أن الأجور لا تتناسب مع السعر المطروح في الأسواق.
بالنسبة لأجور الحصادة، يقول “خلدون” إن أجرتها تتفاوت من شخص إلى آخر، حيث يحصل أصحاب الحصادات على نسبة 16% من الإنتاج، بينما يأخذ آخرون نسبة 20%.
لا تسعيرة لمادة الشعير
يقول المزارع عدنان الفيصل من بلدة عامودا إنه حصد عشرين هكتاراً مزروعة بالشعير، وأنتجت بمجموعها نحو 150 كيساً، مما يعني أن كل هكتار أنتج بين 7 إلى 8 أكياس من الشعير، فيما تراوح وزن الكيس الواحد بين 90 و100 كيلو غرام.
ويضيف أنه ومثل العديد من المزارعين، كانوا يتوقعون أن يكون إنتاج الشعير هذا العام أكبر، ولكن قلة الأمطار في شهر آذار أثرت بشكل كبير على الإنتاج.
ورأى فيصل أن عدم شراء الإدارة الذاتية للمحصول قد يؤدي إلى سيطرة التجار على الأسعار، وخاصّة أن هؤلاء التجار حدّدوا سعر كيلو الشعير بمبلغ 3500 ليرة سورية.
وأوضح أنه هنالك بعض المزارعين لا ينوون بيع محصولهم بالسعر المحدّد في السوق، وبدلاً من ذلك فهم يعتزمون تخزينه في مستودعاتهم حتى يتم بيعه بسعر أفضل.
أجر قليل
بدوره، أكّد “محمود مزعل” وهو عامل من أهالي مدينة القامشلي على أن العمال يعانون أساساً من قلة الأجور في مجال حصاد الحبوب الموسمية، سواء كانوا يستخدمون الحصادات الآلية أو الحصاد اليدوي.
وأشار إلى أنّ العامل يتقاضى 15 دولاراً أمريكياً فقط عن كل وردية عمل، منوّهاً إلى أن زمن عمل الوردية يتراوح بين 15 إلى 16 ساعة يومياً، مشدّداً على ضرورة أن يكون الحد الأدنى العادل للعامل 25 دولاراً أمريكياً على أقل تقدير.
واعتبر مزعل في حديثه لحلب اليوم أنّ المبلغ المدفوع للعمل لا يتناسب مع الجهد والتعب الذي يبذله في حصاد الحبوب، معتبراً أن الظروف الصعبة التي يعيشها هي السبب وراء قبوله لمثل هذه الأجور المنخفضة.
ويجمع من التقتهم حلب اليوم من المزارعين في الحسكة، أنّ المشكلة ليست في العمال بل في سياسة الإدارة الذاتية التي لم تقم بشراء محصول الشعير منهم بأسعار معقولة، مما سيدفع التجار لأن يتحكموا في الأسعار.