تحولت منطقة “السيدة زينب” التي يرتادها الزوار الشيعة – غالبيتهم عراقيون – جنوب دمشق، إلى معقل للممارسات المشبوهة تحت ستار “الزواج”، فيما تتغاضى سلطة الأسد عن اتخاذ أية إجراءات تحمي النساء السوريات في مناطق سيطرتها.
وقال موقع “صاحبة الجلالة” الموالي لسلطة الأسد إن منطقة “السيدة زينب” لم تعد وجهة للسياحة الدينية فقط، بل أصبحت مركز جذب لزواج العراقيين بالسوريات عبر “سماسرة” يمتهنون هذه “المهنة” للحصول على الأموال.
وأكد أن الظاهرة بدأت تتنامى وتأخذ شكلاً غير مسبوق، ونقل عن “دلال.خ” إحدى الفتيات التي “سئمت من الوضع في سوريا فقررت أن تجازف بالزواج من شاب عراقي” أنها تعرفت عليه خلال زيارته لسوريا على أمل أن تجد الاستقرار خارج البلاد.
وأضافت: “تزوجت من شاب عراقي في سوريا حسب الشرع وتفاجئت بعد شهر من الزواج بأنه سافر إلى العراق وتركني دون معيل وفي حالة يرثى لها وقام بإرسال بيان طلاق صادر عن الخبير القضائي في الأمور الشرعية وبحضور الشيخ وشهود الطلاق، والآن لا أعرف ماذا أفعل بعد ما هجرني”.
ونقل عن “مها.س” أنها “تجد الزواج من عراقي مهنة للحصول على مهر ومن ثم تطلب الطلاق بعد مدة قصيرة لتقوم بالزواج مرة أخرى من عراقي أيضاً وهكذا”، حيث باتت منطقة “السيدة زينب” ودمشق معقلا لهؤلاء “السياح” و”الحجاح” العراقيين.
من جانبه قال المحامي محمد العبد الله إن ظاهرة زواج العراقيين من السوريات في تزايد، قائلاً: “في الآونة الأخيرة تنامت الظاهرة لأسباب عدة منها الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المجتمع السوري بشكل عام، مما دفع الفتيات للبحث عن الاستقرار خارج البلاد، وانقسم الشارع السوري والعراقي حول هذه الظاهرة، حيث يرى البعض أن ما يدفع الفتيات لقبول هذا الزواج هو المقابل المادي بالدرجة الأولى وللتخلص من الظروف المادية إضافة لوجود حالة حرب تعيشها البلاد، حيث قضت على كل شيء حتى على الكرامة الإنسانية آخر ما كان يتباهى به السوري ويفتخر به”.
وتابع: “وكل ما يدل على ذلك هو أن كل من يخوض تجربة الزواج بسوريا سرعان ما يقضون شهوتهم من الجسد حتى يبادر ذلك الشيخ أو هذا المجتهد إلى ترك من تزوجها ليرى غيرها ويستبدلها بأخرى وهكذا تستمر حكاية اللحية مع الجسد، ومنهم من كان أكثر رحمة من غيره وتزوج حسب الشرع ومنهم من ظل يراوغ ويمكر ويتاجر بالأجساد بحثاً عن المنفعة ومن ثم المال”.
ولفت المحامي إلى أن “البعض يبرر الزواج بسوريات في الوقت الحالي بأنه واجب شرعي للحفاظ على أعراض المسلمات ويعتبروه فرصة قد لا تتكرر للشباب الذين لا يجدون التكاليف اللازمة للزواج بعراقية فيما الزواج بسوريّة لا يتسبب في أي خسارة للشاب فكل ما يتوجب على الشاب توفير مبلغ بسيط جداً قد لا يقارن بالمهر في حالة الزواج بعراقية”.
كما أكد “مصدر قضائي مطلع” أن كل ٥٠ حالة تسجيل زواج يكون منها تقريباً ١٢ حالة زواج شخص عراقي من سورية.
خلف الكواليس.. يُباع الجنس!
كشفت الصحافية العراقية “قدس السامرائي” في تصريح لوسائل إعلام محلية أن هناك أرقام خيالية لزواج الشباب العراقيين من نساء سوريات، مشيرة إلى أن الحالات تحدث في الغالب في المناطق الفقيرة والنائية حيث يفتقر الأزواج الى المهر الغالي للعراقيات.
ويتوجه سنويا عشرات آلاف العراقيين والإيرانيين إلى منطقة “السيدة زينب” المقدسة لدى الشيعة، ويُعتبر “زواج المتعة” أحد أبرز عناصر تلك الرحلات.
ويتم عقد القران في مناطق سورية ضمن سيطرة الأسد، وفي الغالب وعند الدخول إلى العراق يتم فسخ العقد، “لتباع الفتيات إلى المتاجر والمصالح الخاصة، أو إلى البيوت للعمل” وفقا للسامرائي.
ونقل الموقع نفسه عن الصحفية العراقية وجود بعض “الاتفاقيات بين العصابات والمتاجرين بالأجساد وأيضا بالأعضاء البشرية”.
من جانبه أقر سفير سلطة الأسد لدى العراق، صطام جدعان الدندح، تسجيل قرابة 5000 عقد زواج لسوريات من عراقيين خلال العام الماضي 2023.
فيما ذكرت مصادر إعلامية عراقية أن الأمر يتم عن طريق مكاتب تجارية بقصد التربح المادي والاتجار بالنساء في فترة ما بعد الزواج.
وقالت صحيفة “حقوق المرأة العراقية” إن الزواج يتم عقده بشروط طرف واحد وهو الزوج بينما تكتفي الفتاة السورية بالموافقة أو رفض العقد، كما أكدت الداخلية العراقية أن معظم الفتيات يتم طردهن ورميهن في الطرق بعد انقضاء فترة من الزواج بدون حقوق أو واجبات اتجاههن.