الحسكة – خاص
تزايدت ظاهرة التسول في مدينة الحسكة بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، نتيجة تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في المنطقة بشكل عام، إذ بات يعتبر التسول وسيلة للعيش للعديد من الأشخاص، وسط غياب أي إجراءات فعّالة لمواجهة هذه الظاهرة من جهة وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمحتاجين من جهة أخرى.
تقول مراسلة حلب اليوم، إن شوارع مدن وبلدات محافظة الحسكة شهدت انتشاراً واسعاً لظاهرة التسول، حيث يمارسها الرجال والنساء وحتى الأطفال بشكل يومي، مشيرةً إلى أن السلطات المحلية المتمثلة بـ”الإدارة الذاتية” تفتقر في المنطقة إلى خطط فعّالة لمعالجة هذه الظاهرة.
وبحسب مراسلتنا فإن بعض الأطفال والنساء الذين يتسولون، يُعانون أساساً من اضطرابات اجتماعية ونفسية، وتجدهم يجلسون في الطرقات، أو أمام العيادات الطبية، أو داخل المساجد، أو حتى أمام المؤسسات الخدمية.
بدوره، يؤكد الشاب “يوسف حبو” صاحب محل للبقالة في سوق مدينة القامشلي، في مقابلة مع قناة “حلب اليوم” على أنه يعمل في السوق منذ أكثر من 15 عاماً، أنه يشهد يوميا العديد من المتسولين، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يجمعون الأموال في الشوارع.
وأشار إلى أن بعضهم يُظهر تقارير طبية مزيفة ويستخدم نفس الحجج لجذب العطف والمساعدات.
وفي الواقع، لاحظ حبو أن بعض الأشخاص يرون التسول كمصدر رئيسي للدخل، حتى لو كانوا قادرين على العمل في وظائف أخرى.
ويعتقد حبو أن بعض المتسولين يمتلكون ثروات تكفي لتوفير معيشتهم برفاهية، ولكنهم يختارون التسول كوسيلة للحصول على المزيد من الأموال.
من جهتها، أرجعت الناشطة الحقوقية “تسنيم العلي” تزايد ظاهرة التسول إلى البطالة وعجز الأفراد عن العثور على فرص عمل.
ولفتت في حديثها مع حلب اليوم إلى أن مسؤولية حل هذه المشكلة تعود على عاتق الجهات المسؤولة في المدن التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، ومن بين الحلول المقترحة للحد من هذه الظاهرة هي توفير فرص العمل للأشخاص الباحثين عن عمل.
وكان أكّد برنامج الأغذية العالمي، أن 12.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سوريا، بعدما أعلن في بداية العام الماضي، أن سوريا باتت تعاني من مستويات قياسية في الجوع.
يشار إلى أن ظاهرة التسوّل موجودة في سوريا منذ القديم، لكن الظاهرة ازدادت حدتها منذ اندلاع الحرب وما خلفته من الفقر والمآسي والنزوح، وتفاقمت مع ارتفاع الأسعار المتتالية وتدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي.