أكدت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل مدني سوري تحت التعذيب في سجون قوات قسد، بريف حلب الشرقي، مطالبةً بفتح تحقيق بالحادثة ومحاسبة المتورطين.
واحتجز عناصر قوات سوريا الديمقراطية في 25/ 4/ 2024، خيرو رعفات الشلاش، يعمل في تجارة السيارات والأغنام، من أبناء قرية الشيخ يحيى التابعة لمدينة منبج في ريف محافظة حلب الشرقي، يبلغ من العمر 44 عاماً.
وبحسب ما نشرته الشبكة فقد تتبعه العناصر من أمام منزله في قريته الشيخ يحيى، وقاموا بإطلاق الرصاص عليه ما تسبَّب بإصابته في منطقة الظهر، كما اعتدوا عليه بالضرب المبرح.
وحدثت عملية احتجاز “خيرو” دون إبداء أية مذكرة قضائية، وتم اقتياده إلى سجن المالية التابع لها في مدينة منبج، ووجهت له تهم بالتعامل مع قوات اﻷسد.
وقال التقرير إن عائلة الضحية خيرو تلقت في 27/ 4/ 2024، بلاغاً من أحد عناصر قوات سوريا الديمقراطية أعلمهم فيه بوفاته داخل سجن المالية التابع لها، ثم سلَّمتهم جثمانه في اليوم التالي من مشفى الفرات في مدينة منبج، وعليه آثار تعذيب شديدة.
وأكدت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان أن لديها معلومات تُفيد بأنّ خيرو كان بصحة سيئة بسبب الإصابة التي تعرض لها عند احتجازه؛ مما يُرجّح بشكلٍ كبير وفاته بسبب التعذيب وإهمال الرعاية الصحية داخل سجن المالية التابع لقوات قسد.
كما ذكرت الشبكة أنها حصلت في 28/ 4/ 2024، على مجموعة من الصور، تؤكد وتُظهر بشكلٍ واضح تعرُّض الضحية خيرو رعفات الشلاش للتعذيب بطريقةٍ وحشية.
وشدّد التقرير على أنَّ القانون الدولي يحظر بشكلٍ قاطع التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية وغير الإنسانية أو المذلة، وأصبح ذلك بمثابة قاعدة عُرفية من غير المسموح المساس بها أو موازنتها مع الحقوق أو القيم الأخرى، ولا حتى في حالة الطوارئ.
وكان السحن نفسه قد شهد وفاة وليد منصور المحيميد، تحت التعذيب، الصيف الماضي، وهو مدرس ابتدائي ينحدر من محافظة حمص، تم سجنه بسبب مشادة كلامية مع عناصر من قسد.
https://halabtodaytv.net/archives/271263
وكانت منظمة العفو قد أكدت في تقرير نشرته منتصف نيسان الجاري، أن عشرات آلاف اﻷطفال والنساء ضحايا لتعذيب وحشي شمال شرق سوريا بدعم من الولايات المتحدة.
وقالت المنظمة إن قوات قسد وبدعم أمريكي، تورطت في انتهاكات ممنهجة وواسعة، بحق عناصر سابقين في تنظيم الدولة، ومدنيين آخرين هم مجرّد ضحايا.
وذكرت في تقرير بعنوان (في أعقاب هزيمة تنظيم الدولة: ظلم وتعذيب وموت أثناء الاحتجاز في شمال شرق سوريا)، أن حوالي 56,000 من الرجال والنساء والأطفال لا يزالون رهن الاحتجاز، ومعظمهم مُحتجزون تعسفيًا إلى أجل غير مُحدَّد.
وتشمل أساليب التعذيب الضرب، والإبقاء في وضعيات مُجهدة، والصعق بالصدمات الكهربائية، وتؤكد أنياس كالامار الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أن “الولايات المتحدة لعبت دورًا جوهريًا في إنشاء واستمرار هذه المنظومة التي وقعت فيها مئات من الوفيات كان يمكن تجنّبها، وينبغي أن تلعب دورًا في تغيير المعادلة”.
وأشارت منظمة العفو إلى أنّ “أشخاصًا احتُجزوا عقب هزيمة الجماعة المسلحة المعروفة باسم تنظيم الدولة يواجهون انتهاكات ممنهجة ويموت عدد كبير منهم بسبب الظروف غير الإنسانية في شمال شرق سوريا”.
وأوضح التقرير أن سلطات الإدارة الذاتية في المنطقة مسؤولة عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق أكثر من 56,000 شخص مُحتجزين لديها؛ ويشمل هذا العدد حوالي 11,500 رجل، و14,500 امرأة، و30,000 طفل احتُجزوا في 27 منشأة احتجاز على الأقلّ ومُخيَّميْ احتجاز، وهما الهول وروج.