جدّد النازحون في مخيم الركبان جنوب شرق سوريا، مطالبتهم بالخروج نحو الشمال السوري، عقب قطع طريق اﻹمداد الوحيد، وتصاعد الضغوط عليهم مؤخراً، فيما يرفضون التصالح مع الروس وسلطة اﻷسد.
ويُنفذ قاطنو المخيم عند المثلث الحدودي على الحدود السورية –العراقية – الأردنية اعتصاماً مفتوحاً منذ نحو 10 أيام، داعين ﻹيجاد حلول لوضعهم وإنهاء حصارهم ضمن منطقة الـ 55 كيلو.
وزار وفد من التحالف الدولي المخيم، أمس اﻷحد، للاطلاع على أحوال النازحين المحاصرين منذ سنوات، حيث قدم وعوداً بإنهاء معاناة النازحين.
من جانبه قال عضو المجلس المحلي في مخيم الركبان محمد أحمد الدرباس، لجريدة “القدس العربي” إن زيارة الوفد “خطوة مسكنة” لأوجاع الأهالي ولا تحمل حلولاً جذرية مضيفاً أنها “بمثابة إبر مخدر لا أكثر”، وأن الزيارة جاءت بعد اعتصام مفتوح نفذه الأهالي للمطالبة بفتح طريق إنساني آمن للخروج من المخيم للراغبين في ذلك، وتحسين أوضاع الأهالي وفتح الطرق.
وزار وفد قوات “التحالف الدولي” المخيم برئاسة قائد قاعدة التنف الأمريكية، وبرفقة عناصر وقيادات من قوات “جيش سوريا الحرة” المدعومة أمريكياً.
وأوضح الدرباس أن الوفد التقى مع أعضاء المجلس المحلي، حيث شرح رئيس المجلس الوضع المعيشي للنازحين، بينما تعهد قائد قاعدة “التحالف الدولي” بالعمل على إيجاد حل جذري ينهي هذه المعاناة المعيشية، بينما أجرى الوفد زيارة إلى مشفى شام الطبي والفرن الوحيد في المخيم وإحدى المدارس، والتقى بأهالي المخيم.
تجدّد المطالب بالخروج
يدعو اﻷهالي منذ سنوات بالسماح لهم بالتوجه نحو الشمال الغربي، أو حتى الشرقي، فيما تضغط عليهم روسيا وسلطة الأسد لفرض “المصالحات” والعودة لمناطق سيطرته.
وقال الدرباس إن “الأهالي في مخيم الركبان طالبوا الوفد بفتح ممر إنساني إلى الشمال السوري أو شرق الفرات”، مشيراً إلى أن “معظم النازحين يودون الخروج إلى منطقة إدلب ومحطيها”.
ومع انقطاع الطريق التجاري الوحيد للمخيم والخاضع لسيطرة روسيا وسلطة اﻷسد؛ منذ حوالي عشرة أيام، يعاني سكانه من فقدان المواد الغذائية الأساسية وارتفاع أسعار المواد، حيث “يفتقدون إلى حليب الأطفال الذي اختفى من الأسواق بشكل نهائي، إضافة إلى فقدان كامل لبعض الأدوية، والطحين والخضار، فيما يلجأ الأهالي لاستخدام الحليب الحيواني ومشتقاته وجبة رئيسية وبديلاً للأطعمة الأخرى”.
ورفع بعض الأهالي لافتات طالبوا فيها الوفد بإطلاق سراح أبنائهم المعتقلين في قاعدة “التنف” وفتح معابر إنسانية مناطق المعارضة و”قسد” أو دول الجوار.
وأصدر الأهالي بياناً “من خيمة الاعتصام في مخيم الركبان، يطالبون فيه المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، بإنقاذ 7000 نازح يواجهون ظروف معيشية صعبة للغاية نتيجة الحصار المفروض على المخيم من قبل سلطة اﻷسد وروسيا”.
وكان نازحو مخيم الركبان وأعضاء المجلس المحلي قد أعلنوا في 24 من إبريل/ نيسان الجاري عن اعتصام مفتوح لمطالبة “كافة المعنيين بحقوق الإنسان والمسؤولين السياسيين في القيادة المركزية الأمريكية وقوات التحالف الدولي في قاعدة التنف ونظرائهم في كافة المناطق السورية، من أجل التحرك الفوري لفتح طريق آمن لخروج النازحين”.