سجّلت محافظة حماة وسط سوريا ارتفاعاً كبيراً في أعداد المصابين بمرض اللشمانيا أو ما يعرف بـ”حبة حلب”، وسط إهمال سلطة اﻷسد لخدمات البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي.
وأكد رئيس مركز مكافحة اللشمانيا في حماة “باسل الإبراهيم” تسجيل 4500 إصابة جديدة خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط؛ منها 1503 إصابات خلال آذار الماضي.
وكان “اﻹبراهيم” قد أعلن عام 2023 الفائت عن زيادة 700 إصابة جديدة من أول العام حتى الشهر الرابع منه، ما يعني أن العام الحالي يشهد انتشاراً غير مسبوق للمرض.
وأقر “الإبراهيم” بأن أسباب ارتفاع الإصابات تعود إلى الوضع الخدمي المتردي الناتج عن قلة النظافة في عدد من الأحياء والمناطق، بالإضافة إلى بعض شبكات الصرف الصحي غير المؤهلة للصرف.
وأوضح أن الإصابات تحتضن المرض خلال الشتاء لتبدأ بالظهور خلال كانون الثاني وما بعده، لافتاً إلى أن تربية الحيوانات (الماشية والطيور) داخل أو قرب المنازل السكنية، وما تخلفه من روث وتخمرات وحشرات؛ تساهم في تفاقم المشكلة.
كما أن شبكات الصرف الصحي غير المؤهلة تُعتبر بيئاتٍ حاضنة للمرض وذبابة الرمل المسببة له، وقد لفت رئيس المركز إلى أن القضاء على المرض يتطلب تحرك “كل الجهات المعنية”.
وتتركز اللشمانيا في مدينة حماة بأحياء (كازو والجاجية ومشاعات الأحياء وغرناطة وجنوب الملعب وغيرها) كما تتوزع بنسبة كبيرة في ريف المحافظة كـ(مورك وصوران وقمحانة والسقيلبية والقرى القريبة منها، إضافة إلى الريف الشرقي لسلمية واللطامنة وكفرزيتا).
وتعاني حماة حالها حال باقي مناطق سيطرة اﻷسد من إهمال وفشل خدمي وإداري تام، حيث تغيب الخدمات اﻷساسية عن مناطق واسعة.
وتعاني قرى في المحافظة، من انقطاع أو ضعف الاتصالات اﻷرضية واﻹنترنت، إلى جانب انقطاع الكهرباء المتكرر وضعف ضخ المياه.
ويشتكي أهالي قرية عقيربة بريف مصياف جنوب غرب المحافظة، من انقطاع اتصالات الهاتف الثابت للشهر الثاني على التوالي.
وفي جنوب البلاد تتعمق أزمة المياه بريف دمشق، حيث يشتكي أهالي ببيلا، من انقطاعها المستمر منذ شهرين، وسط إهمال من قبل سلطة اﻷسد، مما يُضطرهم للاعتماد على أنفسهم.
ويشتري اﻷهالي صهاريج المياه الجوالة كل 3 أيام بسعر 25 ألف ل.س لـ 5 براميل فقط، وذلك للمياه غير الصالحة للشرب كونها مياه آبار، ما يعني أن عليهم شراء مياه صالحة للشرب وهو ما يضيف عبئاً كبيراً إلى حياتهم اليومية.
ويعاني ريف دمشق من نقص المياه رغم هطول أمطار جيدة وزيادة تدفق الأنهار خلال هذا العام، وسط عجز سلطة اﻷسد عن تأمين متطلبات اﻷهالي.
وتطال اﻷزمة الحالية قرية كفر العواميد، وحي الباسل، ومساكن التوافيق في قطنا، وبلدة الحسينية التابعة لوحدة مياه وادي بردى وما حولها وعدد من المناطق الأخرى التي تعاني من النقص الحاد في المياه سواء مياه الشرب، أو الاستخدامات المنزلية أو الزراعية.