خاص – حلب اليوم
منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية في محافظة السويداء قبل ثمانية أشهر، أغلق الأهالي معظم الشُعب والمقرات التابعة لـ “حزب البعث” الحاكم في مناطق سلطة الأسد، نظراً لما تسببه الحزب من دس المكائد وبثّ الفتن فضلاً عن التقارير الكيدية بحق أهالي السويداء التي أدّت إلى اعتقال وتصفية العديد من الناشطين والمعارضين، خلال الأعوام السابقة.
تقول مراسلة “حلب اليوم” إن أهالي محافظة السويداء قاموا بإغلاق مبنى فرع الحزب في مدينة السويداء في الأيام الأولى للانتفاضة الشعبية، وذلك عقب حادثة إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين أمام مبنى الحزب، الأمر الذي أدى لحالة من الغليان الشعبي اتجاه حزب البعث، فشَرَعَ المتظاهرون لإغلاق كافة الشعب والمقرات الحزبية في قرى وبلدات المحافظة وتحويلها إلى مراكز خدمية وثقافية ومدارس عامة لتكون هذه المراكز تحت تصرف الأهالي بشكل مباشر.
ووفقاً لمراسلتنا، فإن أهالي بلدة القريا أعلنوا في 20 تشرين الأول من العام الماضي، تحويل مقر شعبة حزب البعث إلى مركز خدمي لأهل البلدة، حيث يشمل المركز اليوم مكاتب عدّة وهي: “مكتب تعليم، ومكتب متابعة فساد المديريات، ومكتب متابعة شؤون الفلاحين، ومكتب الشكاوى”.
وأوضحت أنه في شهر آذار من العام الحالي أيضاً، أعلنت “الفعاليات المدنية” في الحراك الشعبي في بلدة “سليم” شمالي مدينة السويداء، تحويل مقر حزب البعث في البلدة إلى مدرسة، وبدأت منذ ذلك الوقت في تنظيم فعاليات علمية وثقافية متعددة، في مشهد يلخص حالة التغيير التي ينشدها الكثير من السوريين في المحافظة.
الجدير بالذكر، أن المحتجين أفرغوا كافة محتويات المقرات الحزبية في عدّة مناطق في المحافظة، من صور ومكاتب وأثاث بالإضافة إلى أنه تم العثور على مئات التقارير الأمنية التي كتبت بحق أهالي السويداء وبحق أعضاء الحزب أنفسهم، الأمر الذي يكشف كيف كانت سلطة الأسد الأمنية تتعامل مع المواطنين في سوريا منذ عقود طويلة.