يلجأ عدد متزايد من السكان في مناطق سلطة اﻷسد إلى شراء الألبسة المستعملة وإعادة تدوير القديمة، بسبب ضعف القدرة الشرائية، وعجزهم عن اقتناء الجديدة منها.
وقالت صحيفة تشرين الموالية لسلطة اﻷسد، إن ضيق الحال جعل الكثير من الناس يلجؤون إلى حلول إسعافية طارئة وبديلة مثل التوجه لشراء ثياب مستعملة بدلاً من الثياب الجديدة، حيث “كانت فيما مضى تلك الحلول هي الملاذ الأخير، أما الآن فأضحت الحلول الأولى”.
وهناك اكتظاظ ملحوظ في أسواق ألبسة البالة، بغية التجهيز للعيد من الألبسة أو الأحذية المستعملة، وتقول إحداهن وهي أم لـ٤ أطفال وموظفة، إن شراء المستعمل من اﻷلبسة هو الحل البديل نوعاً ما تماشياً مع الوضع المعيشي الصعب جداً، حيث تقوم بانتقاء بعض الألبسة لها ولأطفالهن تحضيراً للعيد.
وتضيف الموظفة أنها ليست المرة الأولى التي تبتاع فيها هذا النوع من الألبسة، إذ تبحث بالدرجة الأولى عن نوعية الأقمشة الجيدة من القطن أو غيره’ فالمبلغ ذاته الذي ستدفعه لشراء قطعة جديدة وشعبية أي ما يقارب الـ75 ألف ليرة حتى 150 ألفاً، يمكنها أن تدفعه لشراء نوعية قماش جيدة ومستدامة.
إعادة التدوير
تقول شابة إنها تقوم بشراء الألبسة المستعملة لها ولأسرتها وللزبائن، حيث تشتري القطع من (جاكيت أو فستان أو قميص أو حتى بيجامة) بأسعار تتراوح بين 20 و65 ألف ليرة، لتقوم بإجراء التعديلات على “الموديل” وقلبه، ليضاهي بذلك الألبسة الجديدة المطروحة في الأسواق.
كما تقوم ببيع منتجاتها لعائلتها والجيران بغية مساعدة زوجها في المصاريف اليومية، ليصبح سعر القطعة بعد تعديله بين 100 و 125 ألف ليرة.
وباتت كسوة العيد تثقل كاهل أرباب الأسر الباحثين عن حلول بديلة في مناطق سيطرة اﻷسد، ويقول مراسل “حلب اليوم” في مدينة حمص: إن كلفة إكساء الطفل الواحد تتراوح ما بين 350-800 ألف ليرة سورية.
ونظراً للارتفاع الكبير الذي سجلته لملابس المعروضة ضمن المحلات المخصصة لهذا الغرض داخل أسواق المدينة، والتي جعلت من اقتناءها حلماً بعيدا المنال عن شريحة كبيرة من المدنيين؛ بدأ البعض منهم بالحث عن حلّ بديل يتناسب مع مقدراتهم الشرائية.
أبو عمار أحد أهالي حي القصور بمدينة حمص قال خلال حديثه لـ “حلب اليوم” إن التكلفة الإجمالية لكسوة العيد لعائلة مؤلفة من أربعة أشخاص على أقل تقدير تتراوح ما بين مليون ومليون ونصف المليون ليرة سورية، أي ما يعادل راتب موظف حكومي لمدّة عام كامل، الأمر الذي جعل من ارتياد محلات بيع الألبسة الجديدة حكراً على الطبقة الغنية من أهالي المدينة التي انقسمت إلى شريحتين “غنية -فقيرة” بعدما تسببت الحرب والظروف الراهنة بتلاشي الطبقة الوسطى.
في سياق متصل أكد الحاج حمزة من تجار البالة في المدينة ضمن سوق التهريب وجود إقبال لافت لهذا العام من قبل الأهالي الباحثين عن كسوة العيد بما يتناسب مع مقدراتهم الشرائية، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن المستعملة تفوق بجودتها الألبسة الجديدة باعتبار أنها صناعة أوربية، وبالوقت ذاته تمكّن الأهالي من إكساء أطفالهم بملابس جديدة كي لا يحرموهم من فرحة استقبال العيد، بحسب وصفه.
ولفت الحاج حمزة إلى أن كلفة كسوة العائلة المؤلفة من خمسة أفراد لا تتخطى المليون ليرة سورية بالوقت الذي لم ينكر فيه أن الألبسة المستعملة ليست بالرخيصة، لكنها توفر جزءاً لا بأس به من المال مقارنة مع الألبسة الجديدة التي تتواجد ضمن محلات السوق المقبي وسوق كرم الشامي في حمص.
تجدر الإشارة إلى أن مناطق سيطرة اﻷسد تشهد تدهوراً متلاحقاً بالأوضاع المعيشية بالتزامن مع تدهور سعر صرف الليرة السورية أمام باقي العملات الأجنبية، وسط حالة من البطالة المستشرية ضمن أوساط المجتمع المدني.