أحمد فؤاد شميس معتقل سابق
في مثل هذا اليوم من رمضان عام ٢٠١٢ خرجت بفضل الله تعالى من المعتقل، بعد اتهامي بالتحريض ضد النظام و إساءة سمعة الجيش السوري،
و تذكرت أيام رمضان التي عشتها في قبو فرع سرية المداهمة ٢١٥، و كيف كنا حوالي ٧٠ شخصا محشورين في مهجع خشب ١ لا تتجاوز مساحته ٢٠ م م، و لما علمنا بإثبات رمضان وجب علينا الصيام، فكنا نقدر وقتي السحور و الإفطار حسب اجتهادنا، و لم يغير قدوم رمضان وقت تقديم الطعام، فصباحاً كان يقدم لنا لبناً حامضاً وسبع حبات من الزيتون ورغيف خبز وظهراً بطاطا مسلوقة مع عصير البندورة ومساءاً بطاطا مسلوقة مع حبة من البندورة مع شبه شوربة عدس لكثرة الماء الذي فيها،
فكنا نخبئ وجبة الغداء حتى ندعم فيها طعام الفطور الذي يقدم قبل المغرب ولما علم السجانون بما نفعل، صاروا يجبروننا على الأكل قبل المغرب أو يصادرون الطعام، ثم لما أن صار الحال كذلك وأنا مريض بداء السكري لم أعد أتحمل الصيام فصرتُ أفطر يوماً وأصوم يوماً،
وكان لا يسمح لنا بالخروج إلى الحمامات إلا مرة صباحاً ومرةً مساءاً وكان إذا اضطر الواحد للتبول خارج هذين الوقتين يتجه إلى طرف المهجع يتبول في سطلٍ بلاستيكي موضوع، وطبعا كان لضيق المكان بعض المساجين يجلسون حذاء هذا السطل وطوال فترة الاعتقال التي امتدت عدة شهور لا يوجد طريقة للاستحمام فلذلك تحولت الجلابية البيضاء التي كنتُ البسها إلى لونٍ بني، وكنا إذا أردنا أن نسلي بعضنا نعمل على تنظيف شعور بعضنا من القمل،
وكانت الصراصير الصغيرة تسيرُ على الحيطان فنعمد إلى قتلها بأصابعنا، والطريف أنني بعد أن خرجت من المعتقل ذهبت إلى مخبر تحليل لأحلل الدم فدُهش دكتور المخبر وكان يعرفني عندما أعطاني نتيجة التحليل حيث قال لي بسم الله ما شاء الله وجدتك خالياً من السكر والكوليسترول والشحوم الثلاثية فدُلني على الحمية التي أتبعتها خلال هذه المدة فقلت له أنا أوصلك على هذه الحمية فهل توافقني قال نعم فقلت له قم وقف على باب مخبرك وقل نريد إسقاط النظام ثلاث مرات والأجهزة الأمنية تتكفل عندما تعود إلى مخبرك بإن لا يكون معك أي مرض من الأمراض فضحك وقال روح الله يسترك تركني بحالي..
هذا هو النظام وهذا جزء مما لاقينا من أهوال وذل وتعذيب وإهانات هذا هو النظام الذي ينبري مشايخه للدفاع عنه ورفع عقيرتهم ويصيحون كالديكة أنه نظام العدل والممانعة والديمقراطية ولا أنسى حسام القتح عندما خطب أمام الطاغية منذ عيدين وقال له: أبشرك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال:( لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك) و أتبع ذلك بنفاقه قائلا: و أوقن أن هذه الطائفة هي أنت و جيشك بلا شك !!!!
شل لسانك و لسان من يدافع عنك و ينتمي لك و يحبك…