سهير أومري – كاتبة وصحافية سورية
سئلت في الآونة الأخيرة عن موضوع الكتابة من شباب وصبايا يكتبون ويحبون الكتابة لذا رأيت أن أكتب هذه النصائح العملية التي تتعلق بمهنة الكاتب والكتابة والنشر أقدمها للمهتمين:
1_ عندما تريد أن تكتب وتشعر أن الكتابة مضمارك وساحتك لا ينفع أن تسأل ماذا أكتب؟ مجرد أنك تسأل فأنت لست كاتباً، الكاتب لا يستطيع ألا يكتب، فكل ما يراه أو يؤثر به يستثير به شيئاً للكتابة، فتراه يكتب، ولو توقف أحياناً لكنه ما يلبث أن يعود.
2_ الكتابة تبدأ من القراءة ، أقرأ كثيرا وفي كل شيء، وركز على النوع الذي يستهويك، واعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه، فإن كنت لا تقرأ فلن تكتب.
3_ النشر يحتاج إلى تنازل منك، فقليلة هي المواقع والمجلات والصحف التي تنشر للهواة والمبتدئين، وبالتالي لا بأس إن تطوعت في البداية للكتابة في أي مكان يقبل أن ينشر لك، حتى تصنع لنفسك اسماً في عالم النشر، أذكر أني في بداياتي كنت أكتب مدة سنة ونصف متطوعة بلا أجر في مجلة سورية مطبوعة، وكنت أيضا مراسلة لإحدى المجلات العربية مدة ستة أشهر بلا مقابل.. حتى صرت أستطيع أن أكتب في سيرتي الذاتيه أسماء المنصات التي أنشر فيها على أنني صحفية، وهذا يعني أن يكون لك مورد رزق غير الكتابة في البداية
4_ لا تترفع عن النشر في المجلات المنوعة وذات الأهداف الترفيهية، إن سمحوا لك أن تنشر بقلمك الراقي ورسالتك الهادفة دون أن يتدخلوا بمضمون ما تكتب ، ذلك لأنك بهذا تصل إلى شريحة من الناس لن تأتي هي إليك ما لم تذهب أنت إليها، كنت أنشر في بداياتي في مجلة تعنى بالموضة والأزياء وتتابع آخر أخبار الفنانين وفضائحهم، وكان لي زاوية ثابتة، وكان هناك أيضا زاوية ثابتة للشيخ راتب النابلسي، كان البعض يستغربون من فعلي، ولكن المجلة كانت توزع في كل غرفة من سلسلة فنادق الشيراتون في سوريا، وكنت أود الوصول لهذه الشريحة من الناس التي لن تقرأ لي لو نشرتُ في مجلات إسلامية لأنها ببساطة لن تشتريها..
5_ فكر دوما وأنت تكتب ما الجديد؟ ما الإضافة التي تجعل ما تكتب مختلفة عن كل من كتب بذات المضمون؟ حاول أن تحقق فيما تكتب ثلاثة عناصر: الإمتاع، والإقناع، والإبداع.
6_ كن بخيلا بفكرتك ومعلوماتك وأنت تكتب، لا تحرق أفكارك ومعلوماتك منذ البداية، بل قدمها بالتدريج واجعلها تمتد على طول المادة التي تكتبها بشكل تشد القارئ بين الفقرة والفقرة
7_ عنوان المادة التي تكتبها وأول سطرين منها أهم مافي المادة وهي التي تحدد ما إذا كان القارئ سيتابع معك أو لا، لذا احرص على جعل عنوانك جاذبا ومبهرا وغير مباشر، وبدايتك غريبة وغير تقليدية.
8_ لا تقحم الشواهد والجمل الأدبية والأشعار فيما تكتب بشكل يظهر فيه أنك تبرز عضلاتك الأدبية لتثبت للقارئ مدى ثقافتك وسعة اطلاعك، بل اجعل هذه الإضافات على شكل منكهات تغني بها مادتك لا تكن عبئاً عليها
9_ نوّع بين الجمل الخبرية والإنشائية، فأسلوب السرد الخبري ممل، ويمكنك كسر الملل باستخدام: النهي، الأمر، الاستفهام، التوكيد، التمني، الترجي، الاستنكار… إلخ كأن تقول: ما رأيك أن؟ هل تعلم أن؟ لنتفق أن… الخ
10_ حدد هدفك مما تكتب، والهدف ليس ما تريد أن تقوله، بل هو الأثر الذي تريد أن تحدثه لدى القارئ عندما سيقرأ ما كتبت، واجعل هدفك قابلا للقياس، بأن تجعله فعلا مضارعا مسبوقا ب (أن)، على سبيل المثال: أن يتمكن القارئ من الثبات على هدفه، أن يستطيع القارئ تنظيم وقته، أن يقلع القارئ عن التفكير السلبي… الخ
11_ كتابك الأول انشره على حسابك، لن تجد دار نشر تنشر لك لأول مرة، لن تستفيد منه بقرش واحد، وستكتفي بتوزيعه كهدايا، ولكن سيكون لك كتاب مطبوع، وبعده ستجد دور نشر تنشر لك، وهذا ما فعلته في مجموعتي القصصية الأولى، وفي الطبعة الأولى من كتابي الأول
12_ هنا أود أن أؤكد على أمر في غاية الأهمية، وهو أنه ما من أحد يدخل مضمار الكتابة إلا وسيلقى انتقادا واعتراضا وحتى اتهامات، وهذا طبيعي جدا، فالله سبحانه خالق الأشكال والألوان وخالق الأفهام، وكل إنسان لديه أسلوبه في الفهم والتفكير يختلف من غيره بحسب ثقافته، وبيئته، وموروثه الفكري، ومبادئه، وقوالبه الذهنية أحيانا، فهذه السطور التي كتبتها سأجد حتما من لا يتفق معي على بعضها أو يعترض عليها، لذا تقبل النقد، وحاور، وأثبت أفكارك ، وتراجع إن اقتنعت بسواها، واجعل شعارك: رأيك صواب ويحتمل الخطأ، ورأي الآخرين خطأ ويحتمل الصواب..
13-تعلم أساسيات اللغة من نحو وإعراب وإملاء سليم فأكثر ما يزعج القارئ ويسيء للغة نفسها أن تنصب المرفوع وترفع المنصوب وتخطئ في كتابة الهمزات وما سواها…