يعاني مشفى الأمراض الجلدية والزهرية التابعة لجامعة دمشق نقصاً في الكوادر، جراء استقالة عدد كبير من الممرضين والممرضات، حيث توجد حركة هجرة جماعية للخارج.
وقال الدكتور علي عمار مدير المشفى لجريدة تشرين الموالية لسلطة اﻷسد إن المشفى تعاني من نقص عدد الكادر التمريضي بسبب الموافقة على استقالات عدد كبير إضافة لمن تقاعدوا لدرجة أن النقص وصل لحوالي 30 % تقريباً.
وأشار إلى عزوف الخريجات من مدرسة التمريض عن الوظيفة، مقترحاً الحل بإصدار قرار بالسماح للمشافي الحكومية بشقيها التعليم العالي والصحة بتوظيف حاجتها من خريجي كلية التمريض التابعة لجامعة تشرين “لردم الفجوة بنقص الممرضين”.
وأضاف عمار: “نطلب سنويا 15 ممرضة يلتزم منهن فقط واحدة أو اثنتان، مع الإشارة إلى أنه لدينا وسطيا حوالي عشرة أطباء مابين أعضاء هيئة تدريسية وأعضاء هيئة فنية ومتعاقدين ولدينا وسطياً حوالي 60 طالب دراسات عليا وهذا كافي للمشفى”.
وتتفاقم المشكلة منذ عدة سنوات، لكنها بلغت ذروتها خلال عام 2023 الفائت، حيث تتزايد أعداد الراغبين بالعمل خارج البلاد، من خريجي مدارس ومعاهد وكليات التمريض في مناطق سيطرة سلطة اﻷسد، بسبب ضعف اﻷجور مع غلاء اﻷسعار، وطول ساعات العمل.
وبالرغم من وجود أعداد كبيرة من الطلاب في مجال التمريض فإن أعداد من يتخرّج ويعمل في المشافي، سواءً العامة أو الخاصة متواضعةٌ بالمقارنة مع أعداد الخريجين الذي يقررون السفر إلى إحدى الدول العربية، وفقاً لما أكده تقرير سابق لموقع “أثر برس” الموالي.
وأرجع التقرير هذه الظاهرة إلى قلة الرواتب الممنوحة لهم، باﻹضافة لساعات العمل الطويلة والجهد المبذول الذي لا يتناسب مع الدخل، فهناك اختصاصات كثيرة يتخرج منها الطالب وهو مؤهل أكاديمياً، ومتقن للعمل منها: “الأشعة، والتعويضات السنية، والقبالة القانونية، والتخدير، والمعالجة الفيزيائية، والتغذية”، لكن الدخل “لا يكفي ثمناً للطعام”.
وأقرّ أمين الشؤون الصحية في “الاتحاد العام لنقابات العمال” بسلطة اﻷسد، “عبد القادر النحاس”، بوجود نقص في الكادر التمريضي، مؤكداً أن وزارة الصحة ومديرياتها والمراكز الصحية كافة على علم بذلك.
ولفت إلى أن الممرضين والممرضات في كافة المديريات يتسربون من العمل بأعداد كبيرة ومن الاختصاصات كافة، وأن ذلك يشمل أيضاً الأطباء واختصاصي التخدير والفنيين باختصاصاتهم كافة “فني صيدلي، وفني أشعة، وتخدير..إلخ”، داعياً إلى إجراء مسابقة بالاختصاصات التمريضية والصحية ﻷن “مجال الصحة يختلف عن كل الاختصاصات”؛ ومعتبراً أن “هذه المسابقة (إن حصلت) تساعد على سد الفجوة والنقص الكبير الذي حصل في الآونة الأخيرة”.
وقال “النحاس” إنه أرسل مذكرات عدة إلى وزير الصحة اقترح من خلاله باسم اتحاد نقابات العمال أن يعاد الالتزام بالمعاهد الصحية وكليات التمريض، بحيث يُلزم الطالب بعد تخرجه بالتعيين لمدة خمس سنوات تحت مسمى “خدمة الدولة”، بالرغم من الرواتب الهزيلة، وذلك من أجل “ردم الفجوة”.
يُذكر أن متوسط رواتب العاملين في مجال التمريض لا يتجاوز 30$ دولار أمريكي شهرياً، وذلك في حال حصول الخريج على عمل.