تتواصل مشكلة اﻷخطاء الطبية في مناطق سلطة الأسد، مودية بحياة عشرات اﻷشخاص سنوياً، فضلاً عن تسببها بأضرار بالغة وعجز للكثيرين، دون اتخاذ أية إجراءات رادعة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لسلطة اﻷسد تسجيل حوالي 76 شكوى متعلقة بتعرض مواطنين لأضرار اﻷخطاء الطبية في عموم مناطق السلطة؛ بعضها أدى لحالات وفاة خلال العام الماضي؛ وكان 30 منها في حلب.
وقالت الوزارة إن 30 شكوى تنازل عنها أصحابها و15 منها أُغلقت لعدم توثيقها، وأخرى اعتبرت كيدية، فيما جرى دفع تعويض مالي لـ 13 حادثة وإحالة 8 شكاوى لنقابة الأطباء.
ونقل موقع أثر برس الموالي عن “ابتسام” قصة ابنة أخيها “ميرا” التي دخلت منذ سنوات وهي في عمر 12 سنة إلى أحد المشافي في منطقة جديدة عرطوز بريف دمشق لإجراء عملية استئصال “اللوزات”، لتخرج منها بعد خمس دقائق جثة هامدة.
وأكدت أن المسؤول عن الخطأ الطبي كان الطبيب الجراح وطبيب التخدير واللذين فرا مع الممرضات حينها، وبعد إلقاء القبض عليهما، تم سجن الطبيبين لمدة ثلاثة أشهر فقط.
وذكر الموقع قصة موت “سامر” الذي دخل إلى أحد المستشفيات الخاصة في دمشق بغية سحب خزعة من فخذه، لكن تم إعطاؤه جرعةً من التخدير في غرفة جانبية ليست مجهزة بالتجهيزات الطبية المعتادة لكشف الأكسجة مثلاً، أو لقياس نبضات القلب والضغط، كما كان يفترض أن تؤخذ الخزعة من فخذه الأيسر، خرج الطبيب من الغرفة ليبلغ والده أن ولده سيخرج خلال نصف ساعة، ولكن فجأةً توقّف قلب الشاب ودخل في غيبوبة استمرت حتى وفاته بعد أكثر من أربعين يوماً.
وفي حلب تعرضت الطالبة الجامعية “ريم”، لحادث سير في العام الماضي نقلت على أثره لمستشفى خاص، حيث أجرى الأطباء ليدها المصابة “عملية جراحية بمبلغ خيالي”، لكن لاحقاً تبين أن العملية لم تكن ناجحة ما تسبب بحدوث التصاقات في يدها، وفقدانها القدرة على تحريك ثلاثة أصابع في كفها الأيمن.
ومن ضحايا الأخطاء الطبية في مناطق سلطة اﻷسد الطفل “زين العابدين” الذي توفي العام الماضي بعد مراجعته لمركز طبي في الشهبندر لمعالجة مشكلة بسيطة في أسنانه، فخرج جثة هامدة جراء ارتكاب طبيب الأسنان والتخدير خطأ أودى بحياة الطفل الذي لم يكمل آنذاك عامه التاسع.
ويقول نقيب الأطباء لدى سلطة اﻷسد الدكتور غسان فندي إن “اﻷخطاء الطبية ليست مرتبطة دائما بالطبيب، فقد تكون ناجمة عن بعض الاختلاطات في مكان العمل الذي يقوم به الطبيب بحد ذاته”، ويعرف الخطأ الطبي بأنه “أي تصرف أو سلوك خارج عن أصول العمل الطبي المهني مع المريض أو مع الجهات الطبية”.
يُذكر أن حلب سجلت الرقم الأكبر من الأخطاء الطبية بحوالي 30 خطأً، فيما تراوح عدد الشكاوى في بقية المحافظات ما بين 15 إلى 20 شكوى، مع الإشارة إلى أن تلك اﻷعداد لا تعكس الحجم الحقيقي للظاهرة حيث أن هناك مواطنين لا يتقدمون بشكوى.