وقعت كتل وكيانات سياسية عدّة من محافظتي درعا والسويداء (أبناء السهل والجبل)، اليوم الاثنين 11 مارس/آذار 2024، إعلاناً مشتركاً مع اقتراب ذكرى الثورة السورية.
وجاء في الإعلان، “التأكيد على ضرورة توحيد الصفوف على كامل الجغرافيا السورية، والتصدي لمحاولات شق الصف المستمرة من قبل سلطة الأسد وسلطات الأمر الواقع، والسعي الجاد لتحقيق أهداف الثورة السورية”.
كما وأكّد بيان الموقعين على ضرورة العمل والتنسيق وتدعيم القواسم المشتركة للوصول إلى التغيير السياسي السلمي وبناء دولة المواطنة، وإعادة بناء ما تهدم على يد سلطات الأمر الواقع وداعميهم من قوى التسلط والاستبداد، والوقوف بحزم وثبات بوجه المحاولات الحثيثة لإشعال الفتن بين أبناء الشعب السوري عموماً وبين أبناء حوران سهلا وجبلاً خصوصاً.
وشدّد البيان على ضرورة تكريس السلم الأهلي من خلال السعي الجاد للمصالحة بين السهل والجبل وإعادة الحياة الطبيعية الأهلية إلى سابق عهدها، وبناء دولة الحق والقانون، وخروج كافة القوى الأجنبية التي غزت سوريا، والكشف عن مصير المغيبين والمفقودين وإطلاق سراح الموقوفين في سجون سلطة الأسد الاستبدادية ومن سجون سلطات الامر الواقع كافة.
ووقع على الوثيقة كلاً من “تيار الحرية والتغيير، والتيار الشعبي للعمل الثوري، والمجلس السوري للتغيير، والتحالف السوري الديمقراطي، والكتلة الوطنية، والحركة الشبابية السياسية”.
ويصادف اليوم الـ15 من شهر آذار ذكرى الثورة السورية، وخروج الشعب السوري باحتجاجات سلمية للمطالبة بحريته وكرامته، ومنذ ذلك الحين ما يقرب من ربع مليون من الجميع، حتى الغالبية العظمى منهم على يد سلطة الأسد الذي ردَّ على مطالب شعبه بأغلبية لم يتوقف اليوم، ونتيجة لذلك، استمرت الصراعات الخشنة بين الأطراف، وهو ما يفاقم من مقاومة المنطقة.
وبحسب رواية الناشط السياسي “بشير جابر”، فإن أهم ما جاء في الإعلان المشترك هو حالة الوعي التي ظهرت عبر تركيز القوى السياسية على السلوك الذي أثارته سلطات الأمر الواقع خلال 13 عاماً من شق الصفوف بين كافة المكونات السورية.
وأضاف “جابر” خلال حديثه مع “حلب اليوم”، أن البيان برهن على قدرة السوريين في الداخل والخارج على التوافق فيما بينهم دون وسيط، وهذا يعطينا الأمل بمستقبل تتحقق فيه أهداف الثورة السورية”.
بدوره، اعتبر أحد الناشطين في السويداء في حديثٍ له مع “حلب اليوم” أن إعلان الوثيقة جاء في ظل سياق سياسي معقد يشهده الملف السوري، السمة الأبرز فيه هو فقدان القرار لدى السوريين وتدويل الملف السوري، باعتبار أن السوريين لا يمكن أن يتفقوا فيما بينهم، ولكن هذا الإعلان وغيره من الأنشطة السياسية، التي بدأت تظهر مؤخراً خصوصاً بين الشمال والجنوب، وبين سهل وجبل حوران، تظهر بأن السوريين قادرين على استعادة القرار وتحقيق أهدافهم”.
يذكر أن فعاليات ثورية وسياسية عدة ظهرت مؤخراً مع اقتراب ذكرى الثورة السورية، وأكّدت بغالبيتها على وحدة الأراضي السورية وضرورة الانتقال السياسي وخروج كافة المعتقلين من سجون سلطة الأسد.