كشف تحقيق مشترك لصحيفة “دير شبيغل” وقناة (ZDF) الألمانيتين، و”ستاندرد” النمساوية ومنصة التحقيقات الروسية “ذا إنسايدر”، عن تورط المدعو “ي.م” الرئيس السابق لشركة “وايركارد” الألمانية المطلوب دولياً بالتجسس لصالح موسكو.
وأظهرت التحقيقات المشتركة أن “مارساليك” أجرى زيارة إلى سوريا عام 2017 والتقى مع مرتزقة “فاغنر” الروسية في تدمر.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن الادعاء البريطاني يتهم المدير السابق لشركة “وايركارد” الألمانية “ي.م” بأنه يعمل في شبكة تجسس لمصلحة روسيا، وكانت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية تحدثت عن هذه الاتهامات في وقت سابق.
“ي.م” يلتقي في سوريا مع مرتزقة “فاغنر”
قالت قناة (ZDF) الألمانية، إن “ي.م” اجتمع في الخامس من أيار 2017 مع رئيس الجهاز السري لمرتزقة “فاغنر” أناتولي كارازي عن طريق بيتلنسكي، والتقى الثلاثة في ميونيخ، ثم سافروا عبر بيروت إلى سوريا – إلى تدمر، وفي ذلك الوقت، كان “مرتزقة فاغنر” يقاتلون تنظيم الدولة مع القوات الروسية وقوات سلطة الأسد هناك، وفي تلك الفترة ظهرت تسجيلات مصورة من شرقي سوريا تظهر عناصر “فاغنر” وهم يعذبون الناس بقسوة حتى الموت.
ونشرت القناة صورة لمارساليك وهو يحمل بندقية هجومية وسترة مضادة للرصاص، وبجانبه ستانيسلاف بيتلينسكي في سوريا عام 2017، ويقال إن المجموعة أقامت في سوريا لعدة أيام.
والتقى مراسلو صحيفة “دير شبيغل” بيتلينسكي في أحد الفنادق الفاخرة في دبي، وقال بيتلينسكي إنه قدم “ي.م” إلى العديد من “كبار صانعي القرار” في روسيا، كما أكد أيضاً على رحلته إلى سوريا، وفقاً للصحيفة.
ويُعْتَقَد أن “ي.م” لعب دوراً محورياً بوصفه وسيطاً بين موسكو ومجموعة من البلغار تجري محاكمتهم أمام القضاء في لندن بتهمة التجسس لمصلحة روسيا.
وشغل “ي.م” في السابق منصب مدير التسويق في شركة (وايركارد) الألمانية للخدمات المالية، وظل مختبئاً لفترة طويلة ويُعْتَقَد أنه موجود في روسيا.
وكان “ي.م” مسؤولاً عن الصفقات بواسطة ما يعرف بشركات الطرف الثالث، أي شركات خدمات الدفع الخارجية التي كانت تقوم بإنجاز أو يُعْتَقَد أنها كانت تقوم بإنجاز مدفوعات بطاقات الائتمان بتكليف من وايركارد، وتركزت أغلب هذه المعاملات في آسيا.
وانهارت مجموعة “وايركارد” المدرجة على مؤشر (داكس) في صيف 2020 بسبب تعذر العثور على 1.9 مليار يورو من العائدات المزعومة من صفقات هذه الشركات الخارجية، بعد ذلك هرب “ي.م” إلى الخارج بعدما لاح انهيار الشركة في الأفق.
وذكرت هيئة الادعاء الملكية البريطانية (CBC) أن عملية التجسس كانت لها أهداف، من بينها تعقب أشخاص، وربما حتى اختطافهم.
ووفقا للادعاء، يُعْتَقَد أن “ي.م” بدأ اعتباراً من صيف 2020، أي قبل وقت قصير من هروبه من ألمانيا، في لعب دور محوري بوصفه وسيطاً بين موسكو ومجموعة البلغار.
وانعقدت جلسة الاستماع الأولى لهؤلاء الأشخاص الخمسة، وهم ثلاثة رجال وامرأتان في محكمة وستمنستر كراون في لندن، ونفى هؤلاء الأشخاص الذين تم القبض عليهم في فبراير (شباط) الماضي، كل الاتهامات الموجهة إليهم.
وقال الادعاء إن “ي.م” جزء من مؤامرة التجسس التي يتهم بها الادعاء هؤلاء الأشخاص، فيما لم يرد محامي “ي.م” بعد على طلب من وكالة الأنباء الألمانية للتعليق على هذه الاتهامات.
وأفاد بيان الادعاء البريطاني بأنه يُعْتَقَد أن “ي.م” كان يصدر تكليفات لزعيم خلية التجسس المزعومة في بريطانيا “أ.آ”، والذي كان يقوم بدوره بنقل التكليفات إلى أعضاء آخرين في شبكة التجسس، وذكر الادعاء أن كل المتهمين الخمسة كانوا يتلقون أموالاً لقاء أنشطتهم.
ويعكف المحققون البريطانيون على تحليل الدردشات الموجودة على خدمة الرسائل القصيرة (تلغرام) بين “ي.م” و “أ.آ”. ويُعْتَقَد أن بعض هذه الدردشات تعلقت بشراء عتاد عسكري لروسيا وتجهيز أدوات تجسس بأجهزة رقمية وبرمجيات وكتب إرشادية للقراصنة والتجسس على اتصالات وتعقب أشخاص تعاديهم روسيا.