قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن عملية التطبيع التي تدعو إليها موسكو بين تركيا وسلطة اﻷسد، أصبحت الآن غير متاحة، مؤكداً أنها مع ذلك تواصل جهودها في هذا اﻹطار.
ونقلت وكالة نوفستي الروسية عن لافروف قوله: “نؤكد اهتمامنا بتطبيع العلاقات بين سوريا (سلطة اﻷسد) وتركيا، لقد عملنا على ذلك ومستمرون فيه، لكن الخطوات العملية الآن غير ممكنة”.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها الوزير الروسي في مؤتمر صحفي عقب منتدى أنطاليا الدبلوماسي بتركيا، والذي أعقبه تأكيد من “مصدر في الرئاسة التركية” على عدم وجود خطط لعقد اجتماع بين أردوغان وبشار الأسد في موسكو، وفقاً لما نقلته الوكالة نفسها أمس السبت.
واعتبر لافروف أن الشرخ الموجود بين تركيا وسلطة اﻷسد مرتبط “بما يحدث في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى، حيث يؤثر ذلك بشكل مباشر على جميع المشاركين في هذه العملية” على حدّ ادعاءه.
وأضاف: “أعني القصف الذي شنه الأمريكيون على أهداف معينة تابعة للقوات الموالية لإيران وقصف العراق وسوريا واليمن”، مدعياً أن “مثل هذه الأحداث تؤثر على التركيز والاهتمام بمواصلة جهود دفع التطبيع بمشاركة الجانب الروسي”.
من جانبه أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم، أنه اتفق مع نظيري الروسي على بحث الملف السوري بالتفصيل خلال الاجتماعات المقبلة، مضيفاً أن “الأمر يحتاج إلى وقت”.
وكان فيدان قد أكد في تصريحات في الرابع من شهر شباط الفائت أن اﻷسد لا يملك قراره وأن أنقرة تعمل على ترتيب الملفات مع الروس، فيما يخص الشمال السوري شرق وغرب الفرات.
وقال في لقاء تلفزيوني مع صحيفة “صباح” التركية إن سلطة الأسد لا تزال غير قادرة على الاجتماع مع تركيا لأسباب مختلفة، مضيفاً: “عندما يجتمعون، لا يمكنهم أن يكونوا على طبيعتهم بأي حال من الأحوال، ومع ذلك، ليس لديهم فرصة للقاء، هناك دائمًا دولة أخرى معهم.. هذه ليست مشكلة بالنسبة لنا، لأن لدينا ثقة كاملة في أنفسنا ونعرف ما نريد أن نفعله، إن القيمة التي نعلقها على الاستقرار في المنطقة واضحة”.
وأكد أن سلطة اﻷسد “لا تملك قرارها بيدها ولا تستطيع المشاركة في المباحثات مع تركيا لوحدها، فهي دائماً “ما تحضر الاجتماعات برفقة أطراف أجنبية”.
وأضاف أن بلاده “تبقي باب الحوار مفتوحًا”، ولكن “محاولة الأسد القيام بخطوة دبلوماسية من خلال وضع شروط مسبقة على تركيا هي طريقة خاطئة وقد نقلنا إليهم ذلك”.
ونفى فيدان أن تكون تركيا أو “العناصر التي تدعمها” قد قاموا بأي محاولة لانتهاك عملية “أستانا”، مؤكداً أن أنقرة لا تريد قدوم المزيد من اللاجئين السوريين بسبب الاضطرابات الداخلية التي تشهدها سوريا، بل “تريد أن تحقق استقرارها وسلامها ليعود إخواننا السوريون الموجودون في تركيا بأمان”.