أكد وزير الخارجية التركية هاكان فيدان أن اﻷسد لا يملك قراره وأن أنقرة تعمل على ترتيب الملفات مع الروس، فيما يخص الشمال السوري شرق وغرب الفرات.
وقال فيدان في لقاء تلفزيوني مع صحيفة “صباح” أمس اﻷحد، إن سلطة الأسد لا تزال غير قادرة على الاجتماع مع تركيا لأسباب مختلفة، مضيفاً: “عندما يجتمعون، لا يمكنهم أن يكونوا على طبيعتهم بأي حال من الأحوال، ومع ذلك، ليس لديهم فرصة للقاء، هناك دائمًا دولة أخرى معهم.. هذه ليست مشكلة بالنسبة لنا، لأن لدينا ثقة كاملة في أنفسنا ونعرف ما نريد أن نفعله، إن القيمة التي نعلقها على الاستقرار في المنطقة واضحة”.
وأكد أن سلطة اﻷسد “لا تملك قرارها بيدها ولا تستطيع المشاركة في المباحثات مع تركيا لوحدها، فهي دائماً “ما تحضر الاجتماعات برفقة أطراف أجنبية”.
وأضاف أن بلاده “تبقي باب الحوار مفتوحًا”، ولكن “محاولة الأسد القيام بخطوة دبلوماسية من خلال وضع شروط مسبقة على تركيا هي طريقة خاطئة وقد نقلنا إليهم ذلك”.
ونفى فيدان أن تكون تركيا أو “العناصر التي تدعمها” قد قاموا بأي محاولة لانتهاك عملية “أستانا”، مؤكداً أن أنقرة لا تريد قدوم المزيد من اللاجئين السوريين بسبب الاضطرابات الداخلية التي تشهدها سوريا، بل “تريد أن تحقق استقرارها وسلامها ليعود إخواننا السوريون الموجودون في تركيا بأمان”.
زيارة بوتين
أكد الوزير أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتركيا هذا الشهر “كانت في الواقع زيارة مخططاً لها مسبقًا، والآن، ستكون هناك فرصة لمناقشة بعض القضايا مرة أخرى خلالها”.
وذكر أنهم يتوقعون من روسيا، التي تربطها مع تركيا علاقات وثيقة في العديد من المجالات، بما في ذلك الطاقة، ألا تغض الطرف عن قسد في سوريا، وأضاف: “هناك آلية لخفض التصعيد بين القوات الروسية و”حزب العمال الكردستاني.. مع مرور الوقت، قد لا تعمل هذه الآلية دائمًا بالشكل الذي نريده”.
وأشار الوزير إلى أن الأولوية الأولى لتركيا هي القضاء على تهديد قسد وpkk من شرق وغرب الفرات في أقرب وقت ممكن، وذكر أن روسيا لديها أيضًا توقعات أخرى وأن هذه القضية تحتاج إلى التفاوض، ولكن “عملياتنا مستمرة مهما كانت المواقع”.
العلاقات مع واشنطن
وحول الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة على الميليشيات المدعومة من إيران، أكد هاكان أن الولايات المتحدة “تلعب بالنار”، محذراً من إمكانية “فقدان السيطرة”، ومشيرًا إلى أن تركيا تجري محادثات مستمرة مع الشركاء الإقليميين وواشنطن.
وذكر ردا على سؤال بشأن مسألة طائرات إف-16 المطروحة على جدول الأعمال مع الولايات المتحدة الأمريكية، أن عضوية السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلسي دخلت على جدول أعمال كل من الناتو وتركيا عام 2022، وقال “في هذه العملية، وبطبيعة الحال، قدمت تركيا كل أنواع الدعم بمنظور مشترك، ولكن عندما دخلت السويد وفنلندا المعادلة، شعرنا بالحاجة إلى دخول المعادلة بعملية تدريجية”.
وفي معرض الإشارة إلى أن المشاكل الأمنية الاستراتيجية لتركيا مع كل من الناتو وبعض دول الناتو تتطلب التفاوض، قال : “في هذا السياق، أعطينا الأولوية للحرب ضد الإرهاب كموضوع أول في سياستنا المرحلية” في إشارة إلى pkk.
كما انتقد هجوم إسرائيل على غزة، قائلاً إنها “ستشعر بالأمان عندما تتوقف عن الكذب.. فهي تبحث عن الأرض، وليس الأمن”، معتبراً أنها “ستكون آمنة عندما تعطي الأرض للفلسطينيين”.