لقى ستة عناصر من قوات المهام الخاصة والفرقة 11 التابعة لسلطة الأسد، مصرعهم وأصيب أخرون خلال الأيام الثلاثة الماضية، عقب تعرضهم لهجمات مسلحة على يدّ مقاتلي تنظيم الدولة بريف حمص الشرقي، أثناء مشاركتهم بعملية تمشيط بادية السخنة تحت إسناد جوي من قبل الطائرات الحربية الروسية والسورية على حدّ سواء.
يقول مراسل “حلب اليوم” في حمص، إن ريف حمص الشرقي شهد خلال الأيام الماضية تصاعد وتيرة الاشتباكات بين عناصر سلطة الأسد من جهة، ومقاتلي تنظيم الدولة الذين يتخذون من عمق البادية السورية نقطة لانطلاق هجماتهم من جهة أخرى، وسط العجز الواضح للطائرات الحربية التي نفّذت عشرات الغارات الجوية من إنهاء الخطر الذي يمثّله تواجد التنظيم بريف حمص الشرقي.
وأضاف أن كل من ميليشيا لواء القدس التابعة لشعبة المخابرات العسكرية الذي يترأسه اللواء “محمد سعيد”، ومجموعات الدفاع الوطني التي يترأسها العميد “ناصر رستم” بدأوا فعلياً بالمشاركة على الأرض بعملية تمشيط البادية بعدما تمّ نقلهم من نقاط تمركزهم من ريف حماة الشرقي، منطقة قصر بن وردان إلى بادية السخنة صباح اليوم الثلاثاء.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي من أهالي منطقة السخنة تأكيده انتشار مجموعات تابعة للدفاع الوطني على طريق الـM20 الواصل ما بين مدينة تدمر-السخنة، قبل أن يتم تثبيت نقاط متقدمة على التلال المحيطة بحقل أراك النفطي جنباً إلى جنب مع مجموعات قتالية تابعة لميليشيا لواء فاطميون الأفغاني.
وأكّد المصدر -الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية- بعثور إحدى الدوريات الأمنية مساء أمس الاثنين على جثث ثلاثة عناصر من بينهم ضابط برتبة نقيب من مرتبات الفرقة 11 بالقرب من التل الأحمر القريب من حقل أراك، والذين تمّ الإعلان عن فقدان الإتصال بهم قبل عدّة أيام من قبل وسائل الإعلام الموالية، قبل أن يتم التأكد من تعرضهم لكمين مسلح على يد مقاتلي التنظيم ويتم العمل على نقلهم إلى المستشفى العسكري بمدينة تدمر.
وفي هذا السياق، تسببت الغارات الجويّة التي نفّذها الطيران الحربي الروسي والأخرى التابعة لسلطة الأسد خلال الأيام الماضية ضمن البادية السورية بنزوح عشرات العائلات من أهالي القرى النائية المحيطة بمدينة السخنة وحقل آراك النفطي، والذين اتجهوا إلى أحياء وقرى مدينة حمص ذات الطابع العشائري لحين الانتهاء من العملية العسكرية (تمشيط البادية) التي بدأتها سلطة الأسد قبل نحو ثلاثة أيام.
يؤكد المدعو “أبو خالد العبدلله” وهو أحد سكان مدينة السخنة لـ “حلب اليوم” أن مدينة السخنة التي باتت معقلاً رئيسياً للميليشيات المدعومة من قبل إيران أُجبر العشرات من سكانها على مغادرتها تخوفاً من عمليات الاعتقال العشوائي، وفضّلوا اللجوء إلى البادية السورية من خلال نصب بعض الخيام وتركيز اهتمامهم على رعاية المواشي.
وأوضح أن الغارات المكثّفة التي بدأها الطيران الحربي هو من أجبرهم على مغادرة البادية نحو مدينة حمص والقرى المحاذية لها هرباً من آلة القصف التي طالت مواقعهم.
وأشار في معرض حديثه إلى أن معظم سكان الريف الشرقي لمدينة حمص هم من أبناء العشائر الذين تتهمهم الميليشيات الإيرانية وقوات سلطة الأسد على حدّ سواء بالتعامل مع مقاتلي التنظيم وتزويدهم بمعلومات أمنية حول تحركات قواتهم ونقاط تمركزهم لتسهيل عملية اﻻستهدافات، الأمر الذي جعل من أبناء العشائر هدفاً مشروعاً للمقاتلات الحربية التي لا تميز بين تجمعات رعاة المواشي عن غيرها من التكتلات التي تظهر بشكل مفاجئ لمقاتلي التنظيم بعمق البادية، الأمر الذي دفع العشرات لمغادرة البادية والتوجه نحو أقربائهم على أطراف مدينة حمص بعيداً عن مسرح العمليات العسكرية شرق حمص.
يشار إلى أن الهجمات المتكررة للتنظيم (كما تروج سلطة الأسد)، تشير إلى استمرار أنشطته، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات عن سبب تواجده في مناطق سيطرة الأسد وتحديدا الميليشيات التابعة لإيران، دونا عن بقية المناطق، علما أن سلطة الأسد تدعي محاربته، ولكن بقوات غير مؤهلة أصلا لذلك، أم أنها مسرحية لسلطة الأسد من أجل طرح نفسها كجهة مناهضة للتنظيمات المصنفة إرهابية؟ ربما وقد تكون مساحة حرة لدعم التنظيم وتقوية وجوده.