سلطت صحيفة الشرق اﻷوسط الضوء على عمليات الهجرة الواسعة للسوريين و تهريب البشر عبر الساحل اللبناني، نحو اﻷراضي اﻷوروبية، وسط عجز السلطات في لبنان عن مواجهتها.
وقالت الصحيفة في تقرير إن قدرات شبكات تهريب البشر عبر البحر، توسّعت على طول الشاطئ اللبناني الذي يشهد تسيير رحلات الهجرة غير الشرعيّة إلى أوروبا دون اهتمام بمخاطر الغرق، فيما “تتزاحم ملفات مئات الموقوفين أمام الدوائر القضائية”، دون أن يشكّل ذلك “رادعاً عن المضي بهذه المغامرات”.
وتواصل هذه العصابات نشاطها بشكل أسبوعي، حيث توجد مقابل النشاط البحري؛ شبكات تعمل على تسهيل تسلل آلاف السوريين من بلادهم إلى لبنان عبر معابر غير شرعية وطرقٍ وعرة للغاية، بحسب التقرير.
ولفت مصدر أمني لبناني إلى أن “عمليات تهريب البشر تراجعت حالياً بسبب الظروف المناخية الصعبة في البرّ والبحر، لكنها لم تتوقّف بشكل نهائي”، مضيفاً أن “حرس الحدود البريّة والقوات البحرية في الجيش اللبناني، تكثّف عمليات المراقبة والاستطلاع لمنع التهريب وتعقب رؤوس الشبكات والقبض عليهم”.
وبحسب المصدر فإنه “بعد زيارة مدير المخابرات القبرصي إلى بيروت وُضعت خطة للتعاون مع البلدين لوقف هذه الرحلات، وحتى تقديم المساعدة القبرصية على رصيد أجهزة الرقابة للشواطئ اللبنانية، خصوصاً في منطقة الشمال”.
وتسببت رحلات الهجرة غير الشرعية بموت المئات، خصوصاً في السنوات الثلاث الماضية، وأدى غرق مركب مقابل السواحل في شهر سبتمبر (أيلول) 2022، إلى وفاة أكثر من 100 شخص جرى انتشال جثثهم.
وفي ليل 23 أبريل (نيسان) 2022، غرق قارب يحمل على متنه أكثر من 100 راكب من المهاجرين غير الشرعيين، غالبيتهم من اللبنانيين وبينهم سوريون وفلسطينيون، ومعظم ركابه من النساء والأطفال، حيث كان متجهاً من شاطئ مدينة طرابلس نحو إيطاليا، وقد تمكن الجيش اللبناني من إنقاذ 45 راكباً وانتشال 6 جثث، في حين بقي الآخرون في حجرة المركب الذي غرق على عمق 400 متر في قاع البحر ولم تفلح كل المحاولات لانتشال جثثهم حتى اليوم.
وقالت الجريدة إنها حصلت على جداول بأعداد الأشخاص الذين أحبط الجيش تسللهم من سوريا، ومنع إبحار زوارقهم من الشاطئ اللبناني باتجاه قبرص ومنها إلى أوروبا، وبيّنت الجداول، أنه “خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أحبط الجيش تسلل 47 سورياً من شاطئ طرابلس وعمل على إنقاذ الزوارق ومن عليها والتي كانت على أهبة الغرق، وخلال شهر ديسمبر (كانون الأول)، تم إحباط عمليات فرار لـ147 سورياً عبر زوارق بحرية وتمّ إنقاذ وإسعاف من كانوا على متنها بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني”.
وبيّنت الجداول أيضاً أنه ما بين شهري نوفمبر وديسمبر منع الجيش تسلل 600 سوري عبر حدود لبنان الشمالية، وفي شهر يناير (كانون الثاني) 2024 جرى إحباط تسلل 900 سوري، عدد كبير من هؤلاء جرى توقيفهم وإخضاعهم للتحقيق وإعادة ترحيلهم.
يشار إلى أن الفرقة الرابعة وحزب الله يسيطران على عمليات تهريب البشر عبر الحدود السورية – اللبنانية، حيث زادت موجات الهجرة مؤخراً مع حالة الانهيار الاقتصادي في مناطق سيطرة اﻷسد.