أكد فريق الدفاع المدني السوري المعروف باسم الخوذ البيضاء في بيان، أن الشمال الغربي يحتاج إلى كثير من الدعم، لتجاوز عواقب زلزال العام الفائت، وسط ضعف في الاستجابة.
وقال البيان الذي صدر بمناسبة مرور عام على الزلزال المدمر إن “هذه الذكرى القاسية على كل السوريين تركت جراحًا في أجسادهم وأرواحهم وفي كل تفاصيل حياتهم”، حيث كان “أكثر من مجرد كارثة طبيعية مدمّرة، لأنه شكّل نقطة انعطاف في سردية المأساة السورية”.
وطالبت الخوذ البيضاء الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإعطاء الأولوية لتطوير آليات بديلة للاستجابة لحالات الطوارئ والكوارث المفاجئة عن طريق تعزيز القدرات المجتمعية المحلية، مشددة على ضرورة التزام وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية والسورية بمبادئ المساءلة أمام الشعب السوري من خلال إشراك المجتمعات السورية وخاصة الفئات الأكثر ضعفاً في جميع عمليات صنع القرار بطريقة تصون حقوقهم وكرامتهم.
وأكد البيان أن الزلزال المدمر ترك فجر السادس من شباط تأثيراً كارثياً على شمال غربي سوريا، حيث فقد فيه أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة شخص أرواحهم، وأصيب أكثر من عشرة آلاف وأربعمائة آخرين بإصابات متنوعة بينهم من لا زال في برامج علاج طويلة الأمد وإعادة التأهيل.
وأدى هذا الزلزال لتشريد نحو أربعين ألف عائلة جراء تهدم منازلهم، ما اضطر هذه العائلات إلى العيش في مراكز إيواء ومخيمات مؤقتة، وازاد حجم مأساة المخيمات التي يعيش فيها نحو مليونا مهجر، وبعد مرور عام مازال السكان يكافحون لإعادة بناء حياتهم.
ولم تقتصر الآثار الكارثية للزلزال على الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات فحسب، بل أفرزت أيضاً تحديات طويلة الأجل أمام مشاريع التعافي والصمود التي تحاول منظمات المجتمع المدني السوري إطلاقها في شمال غربي سوريا وهي المنطقة الأكثر تضرراً بالزلزال في سوريا، نظراً إلى البنية التحتية الهشة وضعف الاستجابة الانسانية الدولية والانخفاض الحاد في تمويلها، وفقاً للبيان.
وأشارت الخوذ البيضاء إلى استمرار الهجمات العسكرية على المناطق المدنية من قبل قوات اﻷسد وروسيا، وتقويضها لاستقرار السكان وسبل عيشهم.
وأعربت عن تقديرنا العميق لجهود متطوعي الدفاع المدني السوري وجميع العاملين في المجال الإنساني، مؤكدةً أن “الطريق طويل أمام التعافي والعمل مستمر لإعادة الحياة إلى شمال غربي سوريا، مع وصول الاحتياجات الإنسانية في أعقاب الزلازل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق”.
يذكر أن منظمة اليونيسيف أكدت في بيان لها اليوم، أن عواقب الزلزال على الأطفال واﻷسر لا تزال مستمرة حتى الآن.