أثار إعلان محافظة دمشق التابعة لسلطة اﻷسد نيتها استئناف مشروع المرائب الطابقية تحت الحدائق العامة في العاصمة، استياءً لدى السكان، بسبب انعكاسه السلبي المتوقع.
وذكرت صحيفة “قاسيون” المحلية أن المحافظة تنوي إعادة إحياء المشروع رغم تكرار الفشل فيه لأكثر من مرة خلال السنين الماضية، معتبرةً أنه “يقتل روح العاصمة”.
وأعلنت محافظة دمشق مؤخراً عن طلبها عروضاً لإنشاء واستثمار مرآب للسيارات تحت حديقة المدفع، وفق نظام الاستثمار (BOT)، حيث تم تحديد مدة العقد للمشروع بـ 25 سنة، منها سنتان للتنفيذ بدءاً من تاريخ تبليغ المستثمر أمر المباشرة، و23 سنة لمدة الاستثمار.
ومن المفترض فض العروض في 13 تموز المقبل على أن يسدّد المتقدمون تأمينات أولية بقيمة 50 مليون ليرة كشرط للتقدم، تُدفع بموجب شيك مصدّق للمحافظة أو بموجب كفالة مصرفية.
وبحسب الصحيفة فإن قضية مرائب السيارات في العاصمة تمثل “مشكلة قديمة ومزمنة سببها الرئيسي المحافظة نفسها التي لم تُعر هذا الموضوع الأهمية الكافية خلال العقود الماضية، لا بمشاريعها ولا بمخططاتها التنظيمية ولا ببعض الأماكن التي يمكن الاستفادة منها لهذه الغاية”.
وسيؤدي المشروع ﻹغلاق حديقة المدفع أمام السكان لمدة عامين على أقل تقدير، وذلك “في حال استكمل تنفيذ المشروع ضمن المدة المحددة ولم يتوقف لسبب أو لآخر، كما حدث في حديقة السبكي التي قلبت رأساً على عقب تحت العنوان نفسه سابقاً”.
وتُعتبر الحدائق العامة هي المتنفس الوحيد لأهالي دمشق، ووصفت الصحيفة المشروع بأنه تعدٍّ على الملكيات العامة لتحقيق الأرباح.
وكانت محافظة دمشق قد وضعت منذ عام 2007-2008 خارطة متكاملة لإنجاز مرائب تحت الحدائق وتحت الساحات العامة في العاصمة، وتم حينها توقيع مذكرة تفاهم مع شركة ماليزية أجرت دراسة كاملة للمواقع المختارة.
ووضعت الشركة التصاميم الأولية للمرائب الأرضية وللحدائق التي سيعاد تأهليها “لتصبح حدائق نموذجية وفق المعايير العالمية”، ولكن المشروع توقف قبل أن يبدأ.
وعهدت محافظة دمشق لشركة خاصة عدّة حدائق لإقامة مرائب طابقية تحتها، ووقّعت مذكّرة تفاهم معها لبناء 11 مرأباً تحت الحدائق والساحات العامة، مثل حدائق الصوفانية والسبكي وعرنوس وطلائع البعث في المزة والبرامكة وغيرها.
وتشير الصحيفة إلى أن “بعض مواد مذكرات التفاهم تعتبر مطاطة- بذريعة تشجيع المستثمرين- فهي تتيح للمستثمر تحويل الحديقة إلى كتل بيتونية من أكشاك ومطاعم وفعاليات تجارية واستثمارية وترفيهية أخرى، في حين تبقى بعض الشجيرات اليتيمة في الحديقة”.
وكان مشروع استثمار مدينة المعارض القديمة في دمشق قد لقي انتقادات واسعة بسبب تعرضها إلى “التشويه”، واستبدال المساحات الخضراء فيها بالكتل البيتونية.