انشق قرابة 50 عنصراً من ميليشيات الدفاع الوطني ولواء القدس التابعة لشعبة المخابرات العسكرية في دمشق الفرع 227، عن قوات المجموعات الرديفة المتواجدة في ريف حمص الشرقي ضمن المنطقة الممتدة ما بين البيارات-السخنة خلال الأسبوع الماضي.
وأفاد مراسل حلب اليوم في حمص، أن أحياء المدينة شهدت خلال اليومين الماضيين مداهمة خمس شقق سكنية داخل أحياء “عشيرة والأرمن” من قبل دوريات فرع الأمن العسكري 261.
وأوضح أن المداهمات جاءت بهدف البحث عن قادة مجموعتين من ميليشيا “لواء القدس” الذين غادروا مواقعهم ونقاط تمركزهم على الجبهات المتقدمة بمحيط حقل آراك النفطي ويتهمون بسرقة أسلحة وذخائر تعود ملكيتها للميليشيات الرديفة، فضلاً عن اتهامهم بالترويج لعملية الانشقاق بين مقاتلي المجموعات الداعمة لسلطة الأسد.
في السياق؛ نقل مراسلنا عن أحد عناصر ميليشيا لواء القدس الذي تمكّن من الفرار من جبهات القتال بمنطقة آراك برفقة خمسة عشر شخصاً أخر، حديثه بأن الضربات المتلاحقة لمقاتلي تنظيم الدولة التي استهدفت مواقع تمركز قوات الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له بريف حمص الشرقي، وأضاف قائلا: “كانت السبب الرئيسي الذي دفعنا لمغادرة المنطقة”.
وتابع: إن ما يقارب 9 من أفراد “لواء القدس” قتلوا وأصيبوا يوم الخميس الفائت بعد وقوعهم بكمين محكم نفّذه مقاتلي التنظيم على طريق الـ M20 على بعد نحو 30 كم شمال شرق مدينة تدمر، مشيراً إلى أن الهجوم وقع بالقرب من تجمع عسكري ضخم تابع لميليشيا “لواء فاطميون” الأفغاني والذي رفض تلبية نداء الاستغاثة وتقديم العون للعناصر الذين تعرضوا للاستهداف على مقربة منهم.
من جهتها أعلنت القيادة العسكرية التابعة لميليشيا الدفاع الوطني الذي يترأسه العميد ناصر رستم عن بدء ملاحقة جميع العناصر الذين فروا من المعارك التي تدور رحاها في البادية السورية بريف حمص الشرقي بمواجهة مقاتلي التنظيم، فضلاً عن تعميم أسمائهم على الحواجز العسكرية التابعة لقوات الأسد المنتشرة على مداخل مدينة حمص الرئيسية.
بدوره، أكّد المُكنى “أبو عيسى” وهو سائق أحد صهاريج نقل النفط الخام في حديث له لـ”حلب اليوم” بقيام عناصر الحواجز العسكرية المنتشرة على الطرقات الرئيسية في ريف حمص الشرقي بإيقاف قوافل الصهاريج والسيارات الشاحنة العاملة على نقل الفوسفات بحثاً عن العناصر الفارين من جبهات القتال جنباً إلى جنب مع دوريات أمنية (طيارة) من مرتبات ميليشيا الدفاع الوطني.
تجدر الإشارة إلى أن الميليشيات الرديفة الداعمة لقوات سلطة الأسد تقوم بشكل دائم بالإعلان عن فتح باب الانتساب لصفوف مقاتليها للمدنيين الراغبين بالالتحاق في صفوفها مقابل رواتب مالية تتراوح ما بين 700 ألف ومليون ليرة سورية مستغلة الوضع المعيشي المتردي الذي يعاني منه قاطنو مناطق سيطرة سلطة الأسد في ظلّ تفشي البطالة وغياب فرص العمل تزامناً مع التدهور الاقتصادي الذي تعاني منه الليرة السورية “وفقاً لمراسلنا”.