أعلنت السلطات اللبنانية التحضير ﻹعادة دفعة جديدة من اللاجئين السوريين إلى بلادهم، تحت سيطرة سلطة اﻷسد، وبدون تنسيق مع اﻷمم المتحدة.
وقال مكتب شؤون الإعلام في الأمن العام، في بيان أمس اﻷربعاء، إنه يعلن عن بدء التحضيرات لإطلاق قافلة “عودة طوعية” للاجئين السوريين إلى بلادهم “في موعد يحدّد لاحقًا”.
وأضاف أن ذلك يأتي “ضمن إطار برنامج العودة الطوعية” للسوريين، حيث دعا “الراغبين” إلى تقديم طلبات “العودة طوعاً” لدى مراكز الأمن العام الإقليمية المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة اعتباراً من اليوم الخميس.
وكانت المديرية العامة للأمن العام، قد قالت في بيان سابق، منذ أيام إنّها “تذكّر الرّعايا السّوريّين المخالفين لنظام الإقامة (دخول شرعي أو خلسة)، مهما كانت مدّة المخالفة ومهما كان سبب دخولهم إلى لبنان (تعهّد مسؤوليّة، سياحة…) والرّاغبين بتسوية أوضاعهم للمغادرة، التّقدّم مباشرةً للدّوائر والمراكز الحدوديّة؛ للاستفادة من التّسهيلات والإجراءات الّتي تقدّمها هذه المديريّة”.
ويأتي ذلك رغم تأكيد الحكومة اللبنانية عدم وجود تعاون من قبل سلطة الأسد، التي تحاول ابتزاز الدول العربية لدفع اﻷموال بحجة “إعادة اﻹعمار” من أجل “إعادة اللاجئين”، وفقاً لما أشار إليه فيصل المقداد وزير خارجية اﻷسد، الصيف الماضي.
وجدّدت الحكومة اللبنانية مساعيها لاستئناف عملية إعادة اللاجئين السوريين بالتعاون مع سلطة اﻷسد بعيداً عن التنسيق مع اﻷمم المتحدة، في تشرين اﻷول/ أكتوبر الماضي، عقب حالة اﻹحباط والفتور بسبب تجاهل حكومة اﻷسد للاتفاقات التي أبرمتها مسبقاً مع بيروت.
وذكرت جريدة “الجمهورية” اللبنانية، في تقرير سابق أن وزير الخارجية “عبدالله بوحبيب” سيتوجّه إلى دمشق ليلتقي بوزير خارجية اﻷسد “فيصل مقداد”، حيث سيبحث معه “نتائج الاتصالات والزيارات التي أجراها مع الأمم المتحدة والدول الغربية في ملف اللاجئين السوريين والتصور اللبناني لمعالجته”.
وقال “بوحبيب” للجريدة إنه سوف “يستمع من المقداد إلى ما لديه من معطيات”، دون ذكر أية تفاصيل، لكنها نقلت عن “مصادر ديبلوماسية” أنّ “البحث سيتناول الطرق الكفيلة بتسهيل برامج عودة السوريين إلى بلادهم بالتنسيق مع سلطة اﻷسد”.
ولكن الزيارة لم تتم، فيما تحدثت صحيفة “الشرق الأوسط”، في تقرير سابق، عن حالة من الصدمة والارتباك في أوساط الحكومة اللبنانية المؤقتة، بسبب فشل جهود وزير المهجرين عصام شرف الدين، جراء الموقف السلبي لسلطة اﻷسد الرافض للتعاون في إعادة السوريين، وفقاً لما أكده “وزراء في حكومة تصريف الأعمال”.
وقالت مصادر الصحيفة إن الوزير شرف الدين “أخطأ في تقديره لحقيقة الموقف السوري و’طحش’ مراراً لتشكيل الوفد بذريعة أن لبنان لم يقابل بالمثل استعداد سلطة الأسد لاستقبالهم، من دون أن يدرك حقيقة الموقف في دمشق”، كما أكد الوزراء أن سلطة اﻷسد “تربط عودة السوريين إلى ديارهم بتجاوب المجتمع الدولي مع مطالبتها بإعادة إعمار ما تهدّم في سوريا، محمّلة التحالف الدولي مسؤولية ما لحق بالبلدات والقرى السورية من دمار، بحجة أنه كان وراء الحرب المدمرة التي استهدفتها”.
ويعاني لبنان من تدفق موجة ثانية من اللاجئين السوريين إلى أراضيه عبر سلوك الألوف منهم “المعابر غير الشرعية”، وتحديداً من المناطق الحدودية المتداخلة بين البلدين، عقب حالة الانهيار الاقتصادي التي تشهدها مناطق سيطرة اﻷسد، وذلك تحت إشراف حزب الله والفرقة الرابعة.