قال المجلس الأعلى للسكان في الأردن إن الزواج المبكر للإناث لايزال مرتفعًا بين الأسر السورية اللاجئة، رغم انخفاضه النسبي خلال السنوات الماضية، فيما “بدأ يتراجع في المجتمع الأردني”.
وأوضح المجلس أن مصطلح الزواج المبكر الذي يتحدث عنه هو “حصول زواج لفتيات لم يبلغن الـ 18 عامًا وغالبية أعمارهن ما بين 16-17 عامًا وهما السنتان الأخيرتان من مرحلة التعليم الثانوي”.
وذكر المجلس في إحاطة إعلامية، اليوم اﻷحد، نقلتها جريدة الغد المحلية، أن نسبة زواج الفتيات في محافظة المفرق (المحافظة الأولى من حيث أعداد اللاجئين السوريين) بلغت 21.2%، أي ما يقرب ضعف النسبة الوطنية على مستوى الأردن البالغة 11.9%.
وتُعتبر الفتيات المتزوجات مبكرًا “أكثر عرضة للعنف الزوجي”، كما أن الزواج “قد يحرمهن من مواصلة التعليم والتدريب”، فضلاً عن كون الحمل والإنجاب في سن المراهقة “محفوف بالمخاطر الصحية”، بحسب المصدر نفسه.
وتُسجل حالات الزواج التي ترد من المحاكم الشرعية وتُصنف حسب العمر والجنس والجنسية والحالة الزواجية للعريس (أعزب، متزوج، مطلق، أرمل) والعروس (عزباء، مطلقة، أرملة).
وسُجل زواج قرابة مئة ألف فتاة دون سن 18 سنة في السنوات العشر الأخيرة في الأردن، وفق نظام المعلومات لدى دائرة قاضي القضاة.
وقال المجلس إن بعض أولي الأمر يسعون إلى تزويج بناتهم “بداعي السترة”، ويعتبرون أن تزويج البنت اليافعة يضمن مستقبلها ويخفف من أعباء رعايتهم لها أيضا، غير أن هذا “قد يشكل الأخطار الصحية والنفسية والاجتماعية المترتبة على هذا الزواج”.
وأشار إلى أن “الأمهات اليافعات أكثر عرضة للمعاناة من الحمل ومخرجاته، فهن أكثر عرضة لفقد حملهن أو إنجاب مولود مبتسر وقليل الوزن، ومثل هؤلاء المواليد أكثر عرضة لاعتلال الصحة وللوفاة بعد الولادة”.
وتُظهر الإحصاءات المحسوبة من بيانات مستقاة من دائرة قاضي القضاة عن حالات الزواج حسب عمر العروس وجنسيتها في السنوات العشر الأخيرة، بدء حصول انخفاض في أعداد ونسب زواج الفتيات دون سن 18 سنة، و”الدليل على ذلك ما تظهره الإحصاءات عن السنوات الخمس الأخيرة، فبغض النظر عن الجنسية انخفضت هذه النسبة بقرابة خمس نقاط مئوية بين عام 2017 وعام 2022، من 17% إلى 12%”.
وقد حصل انخفاض مماثل بين اللاجئين السوريين خلال الفترة نفسها من 43% إلى 38%، ولكن “ما زال زواج اليافعات مرتفعاً جدا بينهم”.
وتحدث المجلس عما أسماه “تأثير اللجوء السوري في حصول الزواج المبكر في محافظة المفرق”، حيث “تسجل دوماً أعلى نسب لزواج الفتيات دون سنة 18 سنة بين كافة محافظات المملكة”، وقد بلغت أحدث نسبة لزواج اليافعات فيها 21.2% أي ما يقرب من ضعف النسبة الوطنية على مستوى المملكة البالغة (11.9%)، وذلك لأن محافظة المفرق تحتل المرتبة الأولى في نسبة اللاجئين السوريين بين سكانها.