يُصادف اليوم الجمعة 26 كانون الثاني 2024 الذكرى السنوية الـ”الثانية عشر” لمجزرة “كرم الزيتون” في مدينة حمص، وسط البلاد، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 45 مدنياً جُلّهم من الأطفال والنساء، إثر اقتحام الحي من قبل عناصر سلطة الأسد وشبيحته، بعد حصاره لمدة أسبوع وقصفه بالمدافع.
واقتحمت عناصر سلطة الأسد وفقاً لمراسل حلب اليوم حي “كرم الزيتون” وقتها من الجهة الجنوبية وتحديداً شارع الجولان القريب من حي وادي الذهب الموالي، وبدؤوا بتنفيذ حملة إعدامات ميدانية في عدد من العوائل منها “بهادر وعكارة والمحمد”، بالإضافة إلى إقدامهم على حرق الكثير من منازلهم وطردهم خارج الحي.
يؤكد مراسلنا أن تلك المذبحة كانت الأولى لعناصر لسلطة الأسد منذ بداية الانتفاضة السلمية لعام 2011 في حمص.
وبمراجعة الصور والتسجيلات المرئية التي نشرها ناشطون في مدينة حمص وقتئذٍ عن المذبحة المذكورة، فقد بيّنت الصور أن عدد من القتلى أُعدموا ميدانياً بالرصاص وبعضهم الآخر قضى نحراً بأدوات حادة، ومن بين الضحايا 7 أطفال و7 سيدات، كما حملت بعض أجساد الضحايا علامات تشويه ناتجة عن سكاكين استخدمها الجناة لكتابة عبارات ذات طابع طائفي على الجثث، إذ تعرضت معظم النساء والفتيات الصغيرات من الأطفال (بعضهن لايتجاوز 8 سنوات) إلى عمليات اغتصاب قبل الإجهاز عليهن ذبحاً وطعناً بالسكاكين.
وبلغت الحصيلة الموثقة بالاسم من قبل اللجنة السورية لحقوق الإنسان 45 مدنياً، وما يزيد عن 60 جريحاً.
مراسل حلب اليوم في حمص، أكّد أن المجزرة سبقها حصار عناصر سلطة الأسد للحي لأيام، استهدفوا خلالها الحي بالقناصات وقذائف الهاون، وخلّفت مقتل العديد من أهالي الحي.
وأوضح أن شهداء المجزرة تم تشييعهم في اليوم التالي لوقوعها والذي صادف يوم الجمعة بتاريخ 27 كانون الثاني 2012 وقتها، مشيراً إلى أنه تم تسمية الجمعة حينها “حق الدفاع عن النفس”، والتي رافقها مظاهرة سليمة ردّدت شعارات الثورة السوريّة.
ولفت إلى أنه بعد وقوع المجزرة، بدأت مئات العائلات بالنزوح من مُختلف أحياء حمص، وخصوصاً حي كرم الزيتون، حيث انتشرَ مخاوف لدى السكان بتكرار مجازر مُشابهة، كما شملَت حركات النزوح الجماعية حيَّي باب الدريب والنازحين، وهربت بعض العائلات إلى العراء حيث لم تجد ملجأ للمبيت فيه، فيما نزح الكثير منها باتجاه حي البياضة وأحياء حمص الأخرى.
ويقع حي كرم الزيتون جنوب مدينة حمص، بعد حي باب الدريب، وخلف باب السباع باتجاه الشرق، وهو قريب من حي عكرمة وحي كرم اللوز اللذان تسكنهما غالبية من الطائفة العلوية، ويسكن الحي أهالي من قبائل :بني خالد والفواعرة والنعيم والعقيدات”، وكان أغلب سكانه يعملون في أعمال المياومة ومن ذوي الدخل المحدود.