عثر أهالي مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، مساء أمس السبت، على جثة شاب بالعقد الثالث من العمر مقتولاً بعدة طلقات نارية بمنطقة الصدر.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص بقيام أهالي منطقة عين التين التابعة إدارياً لمدينة الرستن بنقل جثة الشاب إبراهيم ناصر أباظ إلى إحدى النقاط الطبية قبل أن يتم التواصل مع عناصر الأمن الجنائي لاستلام الجثة وتسليمها إلى الأهل بشكل رسمي.
وتشهد مدن وبلدات ريف حمص الشمالي ارتفاعاً ملحوظاً بمعدل الجرائم المختلفة من القتل والسلب والخطف بقصد طلب الفدية المالية، والتي تطال الأهالي بشكل يومي بمختلف قرى وبلدات ريف حمص الشمالي وسط غياب أي دور لقوات سلطة الأسد ومفارزها الأمنية للحد من انتشار تلك الظاهرة التي أرهقت المدنيين في الآونة الأخيرة.
ورصد مراسلنا في حمص منذ مطلع الشهر الجاري أربعة جرائم قتل بحق المدنيين، حيث عثر الأهالي في التاسع من يناير على جثة الشاب أيمن العصيان من أهالي قرية السعن مقتولاً على أطراف بلدة المكرمية، باﻹضافة لمقتل المدعو محمد الأحدب من أهالي بلدة الغنطو داخل أحد أحياء مدينة تلبيسة في الثاني عشر من الشهر الحالي، كما سجّل مقتل الصحفي محي الدين عزيز الحسن داخل شقته بحي السبيل يوم الأربعاء الماضي.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي من أبناء مدينة الرستن قوله: إن ذوي القتيل الذي عثر على جثته مساء أمس السبت تقدموا بشكوى رسمية ضدّ احد أبناء بلدة الكوم المتاخمة للمدينة، واتهموه بالوقوف وراء مقتل ابنهم بناء على خلافات حصلت فيما بينهم قبل عدّة أيام.
ولكن رئيس مفرزة الأمن العسكري أجبرهم على اسقاط الدعوى باعتبار أن الشخص المتهم يعتبر أحد المقربين من السلطات الأمنية، وطالب ذوي القتيل بضرورة تقديم براهين وأدلة ملموسة قبل اتهام أي شخص بالوقوف وراء الجريمة.
ولفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة الأسد تعمل من خلال أذرعها (المخبرين والخارجين عن القانون) لبثّ الفتنة بين أبناء الرستن من خلال الدعم الذي يتلقونه والضمانات التي يحظون بها من رؤساء المفارز والذين يضمنون عدم التعرض لهم أو ملاحقتهم مقابل حصولهم على النسبة الأكبر من عمليات السرقة والسطو.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة الرستن تضمن أربعة مفارز أمنية (مفرزة الأمن العسكري ومفرزة أمن الدولة والمخابرات الجوية والأمن السياسي) فضلاً عن تمركز عدد كبير من العناصر ضمن مبنى قيادة المنطقة ناهيك عن الحواجز العسكرية على أطراف المدينة، والتي لم تتمكن جميعها من إنهاء معاناة الأهالي المستمرة منذ ما يقارب الأربعة أعوام ولغاية الأن؛ وفقاً لمراسلنا.