طرحت حركة رجال الكرامة مبادرة من تسعة بنود موجهة إلى الأردن لتجنب “موت المدنيين”، معلنةً استعدادها لملاحقة جميع المتورطين بتهريب وتجارة المخدرات، عقب سقوط ضحايا من المدنيين.
وقالت الحركة في بيان إنها تطالب قيادة المملكة الأردنية بوقف العمليات العسكرية ضد المواقع المدنية، والتحلي بالحكمة والبصيرة وتوخي الحذر عند تنفيذ أي عملية.
وكثفت الطائرات – يرجح أنها أردنية – غاراتها على ريف السويداء في الجنوب السوري خلال اﻷسابيع اﻷخيرة، مع زيادة محاولات عصابات التهريب وميليشيا حزب الله إدخال الممنوعات عبر الحدود.
وترحمت الحركة في بيانها على “كل روح بريئة أُزهقت بغير ذنب”، مضيفةً أن “تكرار القصف الجوي الأردني تحت عنوان مكافحة المخدرات، بات يطال مواقع مدنية، ضمن القرى المأهولة، ما يتسبب بدمار كبير في الممتلكات والأرزاق، وإرهاباُ للمجتمعات المحلية، وسقوط شهداء مدنيين أبرياء بينهم أطفال ونساء، كما حصل مؤخراً في بلدة عرمان”.
وانتقدت “التخلي المقصود من الجهات الرسمية في الدولة السورية (سلطة اﻷسد) عن دورها في حماية السيادة، ودورها في مكافحة المخدرات”، مؤكدةً أنها تقوم بـ”تسهيل تحويل المنطقة الجنوبية إلى معبر غير شرعي لتهريبها، وترك المجتمع منفرداً لمواجهتها”.
وأشار البيان إلى “تساهل أجنحة أمنية وعسكرية، في نشر الفوضى الأمنية، وتسهيل عبور شحنات المخدرات إلى السويداء وتحويلها إلى منطقة تخزين وتهريب إلى الأردن، حتى باتت تشكل خطراً يهدد الأمن الوطني الأردني”.
وأكدت الحركة أن تلك الظاهرة تشكل خطراً رهيباً على مجتمع السويداء أيضاً، بعدما باتت المخدرات “تنتشر بين شبابه وتدمر مستقبلهم، وتسيء إلى تاريخنا وانتمائنا إلى هذه الأرض”.
وتعهدت حركة رجال الكرامة بأنها ستأخذ على عاتقها حماية الجبل من أي اعتداء، باعتبارها “أحد المكونات الأصيلة في مجتمع السويداء، ومن موقع المسؤولية الأهلية والتاريخية” لافتةً إلى أنها ألقت القبض على أكثر من 30 تاجراً ومروجاً ومهرباً للمخدرات خلال الشهرين الماضيين.
كما شددت على مواصلتها العمل على “مكافحة هذه الآفة الخطيرة ومتابعة خطوط تهريبها عبر الحدود، وملاحقة شبكاتها، ومروجيها” لكنها، “تؤكد في الوقت ذاته، أن اجتثاث هذه الشبكات بشكل نهائي يتطلب تظافراً للجهود الإقليمية، الدولية والمحلية”.
ونوّهت بأن “الاعتداء على المدنيين لن يكون حلاً يردع تجار ومهربي المخدرات، بل سينقلب بنتائج عكسية غير مرجوة ولا مبتغاة”.
وحدّدت حركة رجال الكرامة مبادرتها التي تقدمت بها للجانب الأردني، بعد عناصر أولها “وقف العمليات العسكرية ضد المواقع المدنية، والتحلي بالحكمة والبصيرة، وعدم تعريض العلاقات التاريخية للضرر، وتوخي الحذر، كل الحذر، عند تنفيذ أي عملية، وإطلاعنا على تحركاتهم العسكرية والتنسيق معنا”.
كما طالب الحركة “القيادات العسكرية في المملكة المسؤولة عن القصف السابق برفع الضرر الواقع على ممتلكات المدنيين، وتعويضهم عن خسائرهم، والتحقيق الشفاف بمصادر معلوماتهم التي تسببت بسقوط شهداء مدنيين، والاعتذار لذويهم معنوياً، والتعويض مادياً”، و”وقف الاستهداف العشوائي للمساكن والأراضي الزراعية، التي تشل الحركة في القرى الجنوبية، وتسبب النزوح الجماعي عنها”.
ودعت المملكة الأردنية، و”بالطريقة التي تناسبها”، لتسليمها لوائح بأسماء المتواجدين ضمن محافظة السويداء ممن تعتقد أنهم متورطون في تجارة وتهريب المخدرات.
وعلى المستوى الداخلي طالبت حركة رجال الكرامة “العائلات والمرجعيات الأهلية على مختلف الصعد، بموقف مُعلن وواضح، من المدانين من أبناء السويداء بالتورط في تجارة وتهريب المخدرات، ورفع الغطاء الاجتماعي عنهم، ورفض التوسط لهم”، لافتةً إلى أنها “واجهت في السنوات الماضية الكثير من الضغوط الأهلية والاجتماعية لوقف عملياتها ضد المخلين بالأمن والآمان، من مهربي المخدرات ومتزعمي العصابات”.
وكان يوم اﻷربعاء الماضي قد شهد فاجعة في السويداء حيث سقط 10 قتلى وعدة جرحى من المدنيين في مجزرة ببلدة عرمان جرّاء غارات جوية يرجح أنها أردنية.
وقد نفذت مقاتلات حربية غارات جوية متزامنة على الأحياء السكنية في بلدتي عرمان وملح المتجاورتين، وتسببت الضربة بأضرار مادية في بعض المنازل ببلدة ملح، أما في عرمان، فقد خلفت “كارثة غير مسبوقة” و مجزرة جراء غارتين؛ الأولى استهدفت منزل عمر طلب، في أحد الاحياء المتطرفة عن البلدة، والثانية استهدفت منزل تركي الحلبي المؤلف من طابقين، في وسط البلدة.