سلط تقرير الضوء على ظاهرة “القوارب الشبح” التي يعثر عليها طافية في عرض البحر المتوسط أو راسية على أحد شواطئه، وهي فارغة، في مؤشر إلى غرق المهاجرين أثناء محاولة العبور.
وقالت منظمة “سي ووتش” على صفحتها بمنصة (X): “لا أحد يعرف أين هم. لقد رأينا قاربا مكتظا للغاية، يبحر وسط أمواج عالية الخميس، وهو ما أفادت به منظمة هاتف الإنذار أيضا، ومنذ ذلك الحين تبحث العديد من الجهات الفاعلة عنهم. منذ أيام”.
وأضافت: “نحن نتساءل هل ما زالوا على قيد الحياة؟.. بالنسبة للسلطات، المهم أن عدد المهاجرين الوافدين آخذ في الانخفاض، أما بالنسبة لنا، فالفجوة بين المغادرين والوافدين كبيرة”.
ولفت موقع “مهاجر نيوز” في تقرير إلى أن المنظمات تلاحظ وجود فجوة كبيرة بين أعداد المهاجرين المغادرين للسواحل الأفريقية وأعداد الوافدين إلى السواحل الأوروبية.
وقال خوسيه بابلو باريبار، خبير الأنثروبولوجيا الطبية الشرعية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن “أعداد القوارب التي تغادر السواحل الأفريقية أكبر بكثير من القوارب التي يعثر عليها، مصير هؤلاء المهاجرين واضح، لقد اختفوا في البحر، أو عثر على قواربهم فارغة (ghost boats)”.
وأطلقت المنظمات مشاريع لمتابعة هذه القوارب وإحصاء أعداد المفقودين وتحديد هوياتهم، منها مشروع “المهاجرين المفقودين” التابع للصليب الأحمر الإسباني، ويحاول هذا المشروع جمع أكبر قدر من المعلومات عن جثث المهاجرين التي يعثر عليها، بالإضافة إلى معلومات عن المهاجرين الذين فقدوا على طريق الهجرة، وذلك عبر الاستماع إلى شهادات الناجين وفرق الإنقاذ، فضلاً عما يمكن الحصول عليه من الجانب الآخر للمحيط، سواء من عائلات المهاجرين أو أقاربهم الذين أبلغوا عن اختفائهم.
ويربط الفريق هذه المعلومات مع بعضها باستخدام برامج وتطبيقات محوسبة تسهّل التعرف على الضحايا والمفقودين، وبالتالي التواصل مع ذويهم وإبلاغهم بمصير أبنائهم، خاصة إذا ما تمكنت من مطابقة الحمض النووي للجثث مع عائلاتهم، مثل تطبيق “DIVIDOC” الذي يسجل معلومات القبور والجثث، ويسمح للشركاء والعاملين في المجال ذاته بالوصول إليها.
وتسمح أداة “SCAN” للشركاء العاملين في مجال البحث عن المفقودين وتحديد هويات جثث المهاجرين، بمشاركة وتعديل المعلومات التي يحصلون عليها من المصادر المختلفة، وذلك بهدف “جعل العلاقات بين هذه المعلومات مرئية”.
ويؤكد الموقع أن سفن الإنقاذ التابعة للمنظمات غير الحكومية، والتي تنشط في منطقة البحث والإنقاذ في البحر المتوسط ، تعاني من التضييقات التي تفرضها السلطات الأوروبية، خاصة الإيطالية، والتي تحول دون تنفيذها عمليات الإنقاذ، وبالتالي “المزيد من القوارب الشبح”.
وكان مارغو بيرنارد، نائبة منسق المشروع على متن سفينة “جيو بارنتس” التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، قد قال في وقت سابق: “في معظم الأوقات اليوم، لا يمكننا القيام إلا بعملية إنقاذ واحدة، على الرغم من أن لدينا قاربا يتمتع بقدرة استيعاب كبيرة (تبلغ سعة جيو بارنتس 500 شخص). بالإضافة إلى ذلك، وبسبب إلزامنا بمغادرة منطقة البحث والإنقاذ مباشرة بعد عملية الإنقاذ الأولى، فإننا نترك المنطقة فارغة تماماً، في ظل تخلي الدول الأوروبية عن مسؤولياتها في عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط “.
في كل عام، ووفقا لما تؤكده أيضا المنظمة الدولية للهجرة، لا يمكن تسجيل العديد من حوادث غرق السفن، مشيرة إلى “العثور بانتظام على مئات الجثث والرفات على الساحل الليبي”.
يُذكر أن 2700 مهاجر لقوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط، خلال 2023، مقارنة بـ2400 في 2022، كما قضى ما يقرب من 900 مهاجر في 2023 أثناء محاولتهم الوصول إلى جزر الكناري، مقارنة بأكثر من 550 في عام 2022، وفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود.