كشف سفير سلطة الأسد في العراق “صطام جدعان”، اليوم الثلاثاء 16 كانون الثاني، عن أحوال السوريين في المدن العراقية عقب خروجهم من سوريا، متطرقاً إلى عدد عقود زواج السوريات من العراقيين خلال عام 2023.
وقال جدعان في تصريحات نقلها موقع “أثر برس” أن السوريين المقيمين في العراق يعاملون معاملة متميزة وحسنة من قبل العراقيين على العموم، وهم من الفئة المنتجة والفعّالة، ما ساعد في خلق حالة انسجام بين الشعبين وصلت إلى حالة المصاهرة، ليبلغ عدد عقود زواج السوريات من عراقيين التي تم تسجيلها العام الماضي ما بين 4 إلى 5 آلاف عقد زواج.
وأشار إلى غياب الأرقام الدقيقة لعدد السوريين في العراق، مرجحاً أن عددهم يتراوح بين 300 إلى 400 ألف سوري حالياً في العراق، وأن غالبيتهم دخلوا الأراضي العراقية بطرق غير نظامية، في حين يوجد عدد محدود منهم لا يتجاوز 20 ألف سوري تقريباً، مسجلين قنصلياً لدى السفارة السورية، ومن بينهم 7 آلاف حاصلين على الإقامة العراقية.
وأوضح أن السوريين الذين لديهم إقامة هم ممن تمت تسوية أوضاعهم من قبل السلطات العراقية بعد أن تم منحهم مهلة مسبقاً لذلك، لكن تم إيقافها، على خلفية المطالبات الشعبية المحلية التي ظهرت في العراق، والتي تعتبر أنّ المقيمين، ليست من سوريا فحسب، وإنما من مختلف الدول الأخرى، قد شغلوا مواقع عمل كثيرة كانت فرصاً أمام العراقيين.
ووصف السفير العلاقة بين السوريين والعراقيين بالمختلفة عن علاقة العراقيين مع بقية الجنسيات الأجنبية الأخرى، وأنّ السوريين في العراق (مدللين) أكثر من أي بقعة في العالم يتواجدون فيها، وحتى أنّه يُسمح للمقيمين بالعمل في مختلف مفاصل القطاعات العراقية العامة والخاصة.
وأضاف من بين الموجودين في الجالية السورية، هناك مهندسون بمختلف اختصاصاتهم العلمية وخاصة ممن يعملون في مؤسسات النفط العراقية، كذلك الأطباء، والمدرسين وغيرهم من العمالة الأخرى التي تتواجد في مختلف القطاعات الخدمية كالمطاعم والمزارع.. وغيرها.
وحول آليات عمل السوريين في العراق غير المسجلين لدى الحكومة العراقية بشكل رسمي، بيّن السفير أنهم غالباً ما يعملون، لدى مؤسسات أو جهات عمل خاصة في الأساس تكون غير مرخصة لدى السلطات العراقية، فهي تحتضنهم وبالتالي لا يقع على عاتق هذه الجهات الخاصة التزام بالشروط القانونية اللازمة للتوظيف محلياً أي وجود 50 % عراقيين، وكذلك شروط عمالة الأجانب كالكفالة والإقامة التي تفرضها وزارة العمل العراقية على المؤسسات المرخصة أصولاً لديها.
ووفقاً لإحصائية صادرة عن برنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مخيمات العراق يعيشون مستويات مثيرة للقلق البالغ من انعدام الأمن الغذائي، وهو ما لم يتطرق إليه السفير العراقي.
وأكدت الإحصائية أن نحو 86% من اللاجئين السوريين في المخيمات العراقية يعانون من انعدام الأمن الغذائي، أو هم معرضون لانعدام الأمن الغذائي بسبب تلاحق الصدمات الاجتماعية والاقتصادية.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في العراق بنحو 260 ألف لاجئ، غالبهم في إقليم كردستان العراق، وذلك حسب أحدث إحصائية رسمية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويحل العراق في المرتبة الرابعة بعد تركيا ولبنان والأردن من حيث أعداد اللاجئين السوريين، وفقاً للمفوضية.