سلط تقرير الضوء على شبكة يديرها آل الأسد متخصصة في تهريب البشر ، من الساحل السوري إلى أوروبا، عبر قبرص وإيطاليا.
وتصاعدت عمليات الهجرة في صيف 2023 عبر السواحل السورية، كنقطة انطلاق جديدة بديلة عن لبنان وتركيا وليبيا، مع تزايد حالة الانهيار الاقتصادي.
ونقل موقع “صوت العاصمة” عن مصادر خاصة أن عمليات الهجرة المحدودة التي تجري من السواحل السورية نحو أوروبا، تسيطر عليها جماعات مرتبطة بشخصيات من آل الأسد، فمن قوارب الصيد إلى الرحلات التجارية، إلى اليخوت التي تعود ملكيتها لأفراد في العائلة.
وذكر المصدر أن يختاً سياحياً – على سبيل المثال – تعود ملكيته لـ “أيهم الأسد” نجل كمال ابن عم بشار، أجرى 6 رحلات على الأقل خلال الصيف الفائت، نحو السواحل الإيطالية، بتنسيق لوجستي وتأمين للركاب من قبل حافظ ابن منذر الأسد، ضمن شراكة بين أبناء العمومة تنتهي بالسيطرة على طرق الهجرة غير الشرعية.
وهناك يخوت أخرى تعود ملكيتها لآل الأسد، وشخصيات نافذة من عائلات أخرى مرتبطة بها، تقوم بنقل الركاب من سوريا نحو سواحل إيطاليا، “لعدم لفت الانتباه من تكرار القارب ذاته”، ولكن جميع رحلات تهريب البشر تجري بالتنسيق وبرعاية حافظ وأيهم الأسد، حتى تلك التي يُستخدم فيها قوارب صيد صغيرة، وفقاً للمصدر.
وأكد المصدر أن مرور اليخوت من سوريا نحو الأراضي الأوربية لا يمكن أن يكون بدون تنسيق مع خفر السواحل في المياه الدولية لتمرير اليخوت التي في الغالب تكون مسجلة في دول أخرى وبأسماء أشخاص من جنسيات غير سورية.
كما تنشط ورشة لتعديل الحاويات المخصصة من أجل تهريب البشر عبر السفن التجارية، على أطراف ميناء اللاذقية، حيث يتم إحداث فتحات للتهوية، وإضافة خزان لمياه الشرب ومصباح صغير للإنارة لتضمن بقاء المهاجرين على قيد الحياة لحين الوصول إلى السواحل الإيطالية.
ونقل الموقع عن وسيم (شاب ثلاثيني) أنه انطلق برفقة 11 من الأصدقاء، بعضهم تعرّف عليه خلال التنسيق للرحلة، عبر باخرة تجارية بداية كانون الأول من عام 2023، ووصل السواحل الإيطالية بعد رحلة غير مباشرة استمرت لأسبوعين، مقابل عشرة آلاف دولار أمريكي دفعها للهجرة في يخت سياحي.
ويمكن الذهاب أيضاً عبر رحلة تجارية مقابل 6000 دولا ، وهو “مبلغ مقبول يراه القاطنون في مناطق سيطرة اﻷسد، لعملية تهريب بدون عناء استخراج جواز السفر وتأمين موافقة الدخول إلى ليبيا، أو الانتقال إلى لبنان وانتظار موعد الانطلاق”، حيث أن بضعة آلاف من الليرات السورية تضع الراغب في السفر في مدينة اللاذقية بعد دفعها للحواجز العسكرية.
وتجري عمليات تجميع المهاجرين حتى اكتمال العدد المطلوب، والذي يتراوح بين 25 و 35 شخصاً للرحلة؛ على بعد تسعة كيلو مترات من مدينة اللاذقية إلى الشمال، حيث يقع منتجع شاليهات “الربيع الأخضر”.
ويقول المهاجر الذي وصل إلى أوربا عبر باخرة تجارية، أنه بقي في المنتجع لأسبوعين قبل انطلاق الرحلة، في انتظار اكتمال العدد المطلوب، بدون وسيلة اتصال أو السماح له بالخروج، مع دفع أضعاف المبالغ الحقيقة ثمن الطعام والدخان، حاله حال كل من مكث في نقطة تجمع مخخصة من أجل تهريب البشر في دولة أخرى.
ويطلب المسؤول عن تنسيق الرحلات نصف المبلغ المتفق عليه، مع الإبقاء على النصف الآخر لدى وسيط في مدينة اللاذقية، يقوم بتسليمه فور وصول المهاجر إلى الأراضي الأوربية، ويتحمل المهاجرون تكلفة الإقامة في المنتجع السياحي، وكلفة الطعام خلال فترة الإقامة، فضلاً عن كلفة الطعام الذي سيكون معهم ضمن الحاوية خلال أيام الرحلة.
ويرى أحد الراغبين في الهجرة، أن السفر في الباخرة التجارية أكثر أماناً من اليخت السياحي، من حيث الحجم ووجود مكان للاختباء، ويقول أن صديقه حاول ثلاث مرات الصيف الماضي عبر يخت سياحي حتى نجح في الوصول إلى الأراضي اليونانية.
كلفة أقل وخطورة أعلى للوصول إلى قبرص
تنطلق القوارب الصغيرة المخصصة للصيد، من سواحل سوريا نحو قبرص، وتحمل كل منها من 10 إلى 15 شخصاً، وهناك تضع السلطات المهاجرين في مخيمات خاصة حتى استكمال أوراقهم أو إيجاد طريقة للخروج بوثائق مزورة نحو الأراضي الأوربية.
وتُعتبر هذه الرحلات خطرة للغاية وغير مضمونة النتائج، بالرغم من ذلك فقد وصل العشرات إلى قبرص خلال الأشهر الأخيرة، مع غرق العديد من القوارب.
يُذكر أن الأهالي في الساحل السوري عثروا على جثتين ملقيتين فوق الرمال، في موقعين قريبين من بعضهما بمنطقة الحميدية جنوبي مدينة طرطوس، الشهر الماضي، حيث كان وجهاهما مشوهين نتيجة افتراس الوحوش البحرية لهما.