عبادة حيدري
أثارت أتمتة امتحانات البكالوريا لطلاب العلمي والأدبي والشرعي في مناطق سيطرة سلطة الأسد ضجة واسعة.
وأكد طلاب أن النماذج التي عممتها وزارة التربية التابعة لحكومة الأسد مؤخرا، لا تشبه أسئلة الامتحان علما أن كافة المواد جاءت من وزارة التربية ومديرياتها .
كما اشتكى طلاب لحلب اليوم من ضيق وقت الامتحان وعدم تناسبه مع الوقت اللازم لحل الأسئلة، وخاصة لنمط هم غير مدرّبين عليه!
المناهج السورية غير معدة لنمط أتمتة الامتحانات، كذلك أسلوب التعليم وخبرة المدرسين، هكذا برر أحد المعلمين لحلب اليوم استياء الطلاب والأساتذة من الامتحان الأخير، ويبدي المصدر استغرابه من قرار التحول إلى الأتمتة بشكل مفاجئ وقبل شهر فقط.. ما حال دون تمكن الأساتذة حتى من تطوير وتغيير طرائق تدريسهم كي تتناسب أكثر مع نظام الأتمتة.
قرار الأتمتة ترافق أيضاً مع قرار يقضي بإنهاء العمل بالدورة التكميلية المعمول به مؤخراً، قرار أعقبه تراجع استثنائي عنه، ما عكس التخبط الواضح بالقرارات من قبل وزارة التربية التابعة للأسد.
وزير التربية في حكومة الأسد محمد عامر مارديني، وفي حديث لصحيفة الوطن المقربة من الأسد، قال إنه لم يسمع أي ملاحظة سلبية على جوهر الأسئلة المؤتمتة من الطلاب خلال جولته على بعض مراكز الامتحانات، إلا أن طلاب وأساتذة شككوا لحلب اليوم برواية الوزير ووصفوا جولته بالمسرحية، أي أن السيناريو أُعدّ مسبقاً ليكون بهذا الشكل.
السياسات هذه تنعكس سلبياً على العملية التعليمية في مناطق سيطرة سلطة الأسد التي تعاني أصلاً، من شحّ في الكوادر التعليمية والمتخصصين، وازدحام الشعب الصفية لتوفير ما أمكن من المدرسين الذين غادر معظمهم البلاد هرباً من الخدمة العسكرية بصفوف قوات الأسد، أو الفروع الأمنية، أو التدني الجائر بالأجور، في ظل أزمات معيشية خانقة كانقطاع الكهرباء وغياب التدفئة، هذه بعض التحديات والصعوبات التي تواجه الطلاب والمعلمين على حد سواء.
قرار الأتمتة خاطئ وتوقيت تطبيقه خاطئ.. ونموذج تطبيقه خاطئ يقول معلمون لحلب اليوم ويضيفون مشككيين.. هل وزارة التربية وحكومة الأسد تعمل من أجل الطالب؟ وهل نجاحه محور العملية التعليمية؟